الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - تكنولوجيا و صحة - توأم أسود لأسرة بيضاء.. وخيانة زوجية تبطلها "مصاصة"!

توأم أسود لأسرة بيضاء.. وخيانة زوجية تبطلها "مصاصة"!

الساعة 01:22 مساءً

 

 

تصوروا وقع الصاعقة التي نزلت على رأس زوجين بريطانيين وهما يحملقان في التوأم الذي وُلد لهما بعد طول انتظار. الولادة كانت منتظرة، لكن الأمر الصادم أنهما أسودان عكس والديهما!

الحادث السعيد المتمثل في ولادة التوأم جرى في 9 يوليو 2002، وتحول سريعا إلى فضيحة كبرى غير مسبوقة بعد أن أظهرت فحوصات الحمض النووي أن والد التوأم رجل أسمر البشرة من جزر الأنتيل الهولندية.

كان الزوجان الأبيضان قد خضعا لعملية تلقيح صناعية بعد سنوات طويلة من العقم، دُمجت فيها حيوانات الزوج المنوية ببويضات الأم في مختبر وبعد ذلك تم زرعها في رحم الأم.

التحقيقات رجحت أن يكون الخطأ قد حدث إما باستخدام العيادة المختصة حيوانات منوية لرجل أسود في تخصيب بويضات الأم البيضاء، أو جرى زرع جنين لزوجين أسمرين بالخطأ في رحم الأم البيضاء.

حظيت هذه القضية غير المسبوقة باهتمام عالمي واسع النطاق وأثارت في بريطانيا معارك قضائية معقدة حول حقوق الأسرتين والأخلاقيات الطبية بهذا الشأن.

 

الزوجان البريطانيان الأبيضان أعربا عن رغبتهما الشديدة في الاحتفاظ بالتوأم الأسود، وهما لوالدين أجريا أيضا عملية تلقيح صناعي في نفس العيادة، فيما تمسك الوالدان البيولوجيان بحق حضانة التوأم.

في خضم السجالات القضائية صدر حكم قضائي من المحكمة العليا بمنع الكشف عن هوية الأسرتين أو العيادة المتورطة في الفضيحة وحتى هيئة الخدمات الصحية المحلية المعنية.

علماء أجنة في بريطانيا وصفوا الخطأ الذي حدث بأنه نادر جدا، ونسبوه إلى أخطاء بشرية من قبل المختصين الطبيين في التحقق من الحيوانات المنوية أو البويضات أو الأجنة خلال عمليات التخصيب الصناعي.

في نفس الوقت أقرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية بـ"الخطأ المؤسف للغاية"، ووضعت بروتوكولات تصنيف جديدة أكثر صرامة تشبه تلك التي يُعمل بها عند نقل الدم.

 

من جانب آخر، لفت سامي لي، عالم الأجنة في مستشفى بورتلاند إلى أن تحديد الأجنة على أساس عرقي بواسطة الفحوصات ما قبل عملية الزرع ممكن، إلا أنه محفوف بإشكاليات أخلاقية.  

حدثت أخطاء مماثلة في التلقيح الصناعي عدة مرات، أشهرها واقعة جرت في هولندا، حين أنجبت امرأة بيضاء توأم من عرقين مختلفين.

دارت أحداث الفضيحة في مدينة "أوتريخت الهولندية"، في الأول من ديسمبر 1993. كان ويليم ستيوارت وزوجته "ويلما"، وهما أبيضا البشرة وكانا بسجل وراثي خال من أي اختلاط بدماء أجنبية في انتظار أول ولادة لهما بعد 6 سنوات من الحرمان. لتحقيق حلمهما لجأا إلى عملية التلقيح الصناعي.

جرت الأمور على أحسن ما يرام، ووُلد لهما توأم بفارق 3 دقائق. الأول اختير له من الأسماء "تيون" وكان ببشرة فاتحة مثل والديه، والثاني أطلق عليه اسم "كوين"، وكان ببشرة داكنة وشعر مجعد ولا يشبه أحدا في العائلتين.   

تخيلوا وجه الأب حين عُرض عليه ابناه لأول مرة! الموقف كان صعبا للغاية، ورفض ويليم على الفور الاعتراف بالطفلين، بل واتهم زوجته بالخيانة!

 

تعكرت العلاقة بين الزوجين، واستعانا بطبيب نفسي مختص بالأسرة، وتدخل الأطباء لمعرفة حقيقة ما جرى. بعد مرور ستة أشهر على ولادة التوأم تم حل هذا اللغز.

بمقارنة نتيجة فحص الحمض النووي تبين أن ويليم ستيوارت هو الأب البيولوجي لواحد فقط من التوأم، وهو "تيون" صاحب البشرة البيضاء. أما والد الطفل الثاني الأسمر فقد تبين أنه رجل آخر كان أجرى وزوجته عملية تلقيح صناعي في نفس العيادة المختصة ورزقا بصبي. هذا الرجل تبين أنه من مواليد جزيرة "أروبا" القريبة من سواحل فنزويلا.

كيف إذن وصلت جينات رجل آخر إلى جنين المرأة ويلما ستيوارت؟

التحقيقات كشفت السر وتبين أن إحدى الممرضات نسيت ببساطة غسل المصاصة حين أخذت المادة من الرجلين، صاحب الأصول الكاريبية الذي لم يكشف عن اسمه، وويليم ستيوارت الهولندي.

دخلت الأسرتين في نزاع قضائي، إلا أن الأبوين لحسن الحظ تمكنا من الاتفاق، وتنازل الأب الكاريبي عن حقوقه الأبوية، فيما تبنى ويليم التوأم الأسود.

ظهر ويليم ستيوارت وزوجته في جميع وسائل الإعلام المحلية، وأصبحا لفترة نجمين في الصدارة. هما بذلا جهودا في هذا المجال ليس طمعا في الحصول على عائد مادي، بل كي لا يتهامس الجيران والأصدقاء عن خيانة الزوجة حين يرون توأما ببشرتين مختلفتين تماما!