الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - تكنولوجيا و صحة - اكتشاف ثوري يحطم الفرضيات القديمة.. القمر ليس ميتاً

اكتشاف ثوري يحطم الفرضيات القديمة.. القمر ليس ميتاً

الساعة 10:30 صباحاً

 

 

ظن العلماء لفترات طويلة أن القمر ميت جيولوجياً من ملايين السنين وأن سطحه خامل، لكن دراسة حديثة أحدثت ثورة في فهم جيولوجيا القمر، وأكدت أن القمر نشط إلى وقت قريب.

بعنوان "سقوط صخور حديثة على القمر" نُشرت الدراسة في مجلة إيكاروس والتي تتضمن أدلة جديدة على سقوط صخور على سطح القمر، وذلك من خلال تتبع حركة الصخور الكبيرة عبر جدران الفوهات، جمع العلماء أدلة دامغة على أن القمر لا يزال يمر بعمليات ديناميكية، وتكشف الدراسة، التي قادها سيفابراهاسام فيجايان وفريقه، أن سقوط الصخور هذا كان يحدث في التاريخ الجيولوجي الحديث، مما يُشير إلى أن القمر قد لا يكون خامداً كما كان يُعتقد سابقاً وفق ديلي جالاكسي.

حلل العلماء آلاف الصور عالية الدقة لسطح القمر، التقطتها مركبة استطلاع القمر المدارية التابعة لناسا، بالتركيز على خطوط العرض بين 40 درجة جنوباً و40 درجة شمالاً، حدد الباحثون يدويا 245 مساراً صخرياً مميزاً، تُشير إلى المسارات التي سقطت فيها الصخور مؤخراً، أو تدحرجت، أو انزلقت على جدران فوهات شديدة الانحدار، كانت هذه المسارات مرئية بفضل مظهرها اللامع، حيث رفعت الصخور مواد جديدة غير متآكلة من تحت سطح القمر.

قال سيفابراهاسام فيجايان، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ المشارك في مختبر الأبحاث الفيزيائية في أحمد آباد، الهند: "لفترة طويلة، ساد اعتقاد بأن القمر ميت جيولوجياً... تُظهر دراستنا أن صخوراً كبيرة تتراوح أحجامها بين عشرات ومئات الأمتار، وأوزانها بالأطنان، قد تحركت من أماكنها بمرور الوقت".

أهمية آثار الصخور الجديدة

 

تُقدم آثار الصخور معلوماتٍ مهمة عن التاريخ الجيولوجي الحديث للقمر، فعندما تتدحرج صخرة على سطح القمر، تُثير الغبار والحطام، تاركةً وراءها أثراً من المقذوفات، هذه المقذوفات، التي تبدو أكثر سطوعاً من الآثار القديمة، تُعدّ أساسيةً لتحديد مدى حداثة سقوط الصخور.

ويوضح سينثيل كومار بيرومال، كبير العلماء في مجموعة علوم الكواكب بالمعهد الوطني للبحوث الجيوفيزيائية في الهند: "يمكن للمرء أن يُحدد سقوط صخرة على أنه حديث بالنظر إلى مقذوفاته". تُمكّن هذه الملاحظة العلماء من تحديد تاريخ المسارات بدقةٍ أكبر، وتحديد أوقات حدوث هذه الأحداث الجيولوجية، حيث كشف تحليل الفريق أن عمر الفوهات التي سقطت منها الصخور يعود إلى حوالي 400 ألف عام، وهو ما يعني أن هذه الأحداث حديثة نسبياً من الناحية الجيولوجية، وتشير النتائج إلى أن النشاط الزلزالي والاصطدامات والقوى الجيولوجية الأخرى ربما لا تزال تُشكل سطح القمر حتى اليوم.

مستقبل استكشاف القمر

قال فيجايان إن الخطوة التالية هي تحديد ما إذا كان سبب "السقوط" داخلياً أم خارجياً بدقة أكبر، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال استخدام أجهزة قياس زلازل إضافية في البعثات القادمة حيث ستساعد هذه الأجهزة في رصد النشاط الزلزالي على القمر لفترات طويلة، مما يوفر رؤى ثاقبة حول العوامل الداخلية والخارجية التي تُشكل سطحه.

يتفق كومار مع هذه الخطة، مؤكداً على أهمية الرصد المستمر، وقال: "نحتاج إلى شبكة واسعة من أجهزة قياس الزلازل تغطي القمر بأكمله، وترصد النشاط الزلزالي باستمرار لعقود عديدة". لأن هذه الشبكة ستوفر بيانات قيّمة حول العمليات الجيولوجية الجارية على القمر، والتي قد تكون حاسمة لاستكشاف القمر واستيطانه في المستقبل.

خريطة جيولوجية جديدة للقمر

أسفر بحث الفريق عن خريطة جيولوجية جديدة لسقوط الصخور على القمر، تُبرز مناطق النشاط الزلزالي ومواقع الاصطدام الحديثة. يمكن أن تُصبح هذه المناطق أهدافاً مهمة للبعثات القمرية المستقبلية التي تُركز على دراسة النشاط السطحي والجوفيّ للقمر.