الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - تكنولوجيا و صحة - تعريفات ترامب تعكر مزاج محبي القهوة

تعريفات ترامب تعكر مزاج محبي القهوة

الساعة 03:49 مساءً

 

 

عادت القهوة وهواجس ارتفاع أسعارها مجدداً إلى واجهة الأسواق الأمريكية والعالمية، بعد اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 50٪ على الواردات من البرازيل، أكبر منتج للقهوة في العالم، مما أرسل صدمة عبر أسواق السلع العالمية وأثار تقلبات جديدة في تداول العقود الآجلة.

ارتفعت العقود الآجلة لقهوة أرابيكا

وكرد فعال عاجل وصدمة فورية لأعلان ترامب ارتفعت العقود الآجلة لقهوة أرابيكا في بورصة إنتركونتيننتال إلى 288.67 دولاراً أمريكياً للرطل، بزيادة يومية قدرها 0.99%. يأتي هذا الارتفاع عقب ارتفاع بنسبة 2.6% يوم الثلاثاء ليصل إلى 285.60 دولارًا أمريكيًا، والذي يُعزى إلى المخاوف من جفاف الطقس في منطقة زراعة القهوة في البرازيل.

ورغم انخفاض الأسعار بنحو 17% خلال الشهر الماضي نتيجةً لتقدم الحصاد وتوقعات زيادة المعروض، إلا أنها لا تزال أعلى بنحو 18% مما كانت عليه قبل عام.بحسب "نيويورك بوست"

اتهامات سياسية

تم الإعلان عن التعريفة الجمركية، التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس، في رسالة نُشرت على حساب ترامب على موقع Truth Social، حيث اتهم الحكومة البرازيلية "بمهاجمة حرية التعبير" وتنظيم "حملة شعواء" ضد حليفه القديم جايير بولسونارو ، الرئيس السابق للبلاد.

علاقة تجارية غير عادلة

وقال ترامب إن الرسوم الجمركية جاءت أيضاً رداً على "علاقة تجارية غير عادلة للغاية" مع البرازيل، على الرغم من أن الولايات المتحدة أعلنت عن فائض تجاري في السلع بقيمة 7.4 مليار دولار مع البلاد في عام 2024، وفقًا لمكتب الممثل التجاري الأمريكي.

هزة قوية في أسواق القهوة

أحدث إعلان الرسوم الجمركية هزة قوية في أسواق القهوة. وارتفعت تداولات العقود الآجلة لقهوة أرابيكا في نيويورك بأكثر من 3.5% صباح الخميس استجابةً لذلك. وتُستورد حبوب أرابيكا، المستخدمة في منتجات القهوة الفاخرة، بشكل رئيسي من البرازيل.

وصرح أحد التجار لصحيفة فاينانشال تايمز بأن الرسالة "أحدثت صدمة في قطاع القهوة"، مضيفًا: "الولايات المتحدة هي المشتري الرئيسي للقهوة البرازيلية، لذا فإن هذه الرسوم الجمركية ستؤثر سلبًا على معنويات السوق".

وقال جوزيبي لافاتزا، رئيس مجموعة لافاتزا التي تملك قهوة لافاتزا، لصحيفة فاينانشال تايمز: "المشكلة لا تكمن في وجود تعريفات جمركية بين أميركا وأوروب

"المشكلة هي وجود تعريفات جمركية بين الولايات المتحدة والبرازيل، والولايات المتحدة وفيتنام، والولايات المتحدة وجميع البلدان التي يتم فيها إنتاج القهوة."

وقال لافاتزا إن المستهلكين سيضطرون إلى مواجهة "ارتفاع تكلفة القهوة في الولايات المتحدة".

وقال لافاتزا إنه في حين أن فرض ضريبة بنسبة 10% على سلع الاتحاد الأوروبي أمر "جيد"، فإن الرسوم الجمركية على الدول المنتجة للقهوة مثل البرازيل وفيتنام ستكون أكثر تحديًا لشركات القهوة وستؤدي حتماً إلى رفع الأسعار للمستهلكين الأميركيين.

يعكس رد الفعل الحاد في الأسعار أهمية البرازيل في سلاسل توريد القهوة العالمية.

البرازيل أكبر منتج عالمي

البرازيل هي أكبر منتج عالمي لحبوب أرابيكا. وقد اكتمل حصادها لعام 2025 بنسبة 40٪ تقريبًا، بانخفاض عن نسبة 52٪ في نفس الفترة من العام الماضي.

وقد ساهمت الظروف الجوية المواتية وزيادة العرض في السابق في انخفاض الأسعار، لكن التعريفات الجمركية الأميركية الجديدة عكست هذا الاتجاه في الأمد القريب.

يتفاقم هذا التقلب بفعل تحركات العملات. فقد انخفض الريال البرازيلي بأكثر من 2% مقابل الدولار الأمريكي عقب إعلان ترامب، مما شجع على زيادة مبيعات الصادرات البرازيلية، وفرض مزيداً من الضغوط الهبوطية على الأسعار - على الأقل في المدى القصير.

أزمات متواصلة

وتأتي انتكاسة بورصة القهوة العالمية عقب هزة تعرضت لها في يناير الماضي، وبحسب رويترز فإن أسعار البن العربي العالمية سجلت مستويات قياسية مرتفعة فوق 3.60 دولار للرطل في الوقت الذي لم يتبق فيه سوى القليل من حبوب البن التي تبيعها البرازيل أكبر منتج في العالم على الإطلاق وفي ظل استمرار المخاوف بشأن حصادها القادم.

أفاد التجار ببيع ما بين 70% و80% من محصول أرابيكا البرازيلي الحالي، وأن الصفقات الجديدة بطيئة. حيث تُنتج البرازيل ما يقرب من نصف حبوب أرابيكا في العالم، وهو صنف فاخر يُستخدم عادةً في خلطات التحميص والطحن.

تأثيرات مناخية

وكان الطقس في البرازيل أكثر ملاءمةً بعد جفاف شديد العام الماضي. ومع ذلك، سيكون المحصول القادم أقل بنسبة 4.4% من المحصول السابق، وفقاً لوكالة كوناب البرازيلية لإمدادات الغذاء.

لا تزال إمدادات القهوة العالمية محدودة. ونجد فيتنام تتقدم ببطء في مبيعات محصولها من الروبوستا. أما أرابيكا، التي تُحصد في أمريكا الوسطى وكولومبيا، فتستغرق وقتاً أطول للوصول إلى السوق، ولا يُبدي المزارعون البرازيليون اهتماماً كبيراً ببيع المزيد، وفقاً لبيان صادر عن شركة هيدج بوينت جلوبال ماركتس.