
مصدر الصورة: ناسا، وكالة الفضاء الأوروبية، وكالة الفضاء الكندية، رالف كروفورد (معهد علوم تلسكوب الفضاء)
مصدر الصورة: ناسا، وكالة الفضاء الأوروبية، وكالة الفضاء الكندية، رالف كروفورد (معهد علوم تلسكوب الفضاء)
يسعى العلماء إلى اكتشاف عوالم أخرى البعيدة عنا، فقد رصد تلسكوب جيمس ويب الفضائي كوكباً خارجياً غامضاً يتمتع بغلاف جوي غير مسبوق، يتكوّن من السخام وبلورات الماس، في ظاهرة تتحدى جميع نماذج تكوّن الكواكب المعروفة.
يعرف الكوكب الماسي باسم PSR J2322-2650b، ويعادل كوكب المشتري تقريباً من حيث الحجم، لكن التركيب لكنه يختلف جذرياً.
تشير البيانات إلى وجود سحب من السخام قرب أعلى الغلاف الجوي للكوكب، ويُعتقد أنها تتكثف في الأعماق لتكوّن ماساً صلباً، فبدلًا من الغلاف الجوي التقليدي الغني بالهيدروجين والهيليوم، لا يحتوي هذا العالم الغريب على جزيئات مألوفة مثل الماء أو الميثان أو ثاني أكسيد الكربون وفق موقع لايف ساينس.
ما هذا؟
قال بيتر غاو، الباحث المشارك في الدراسة من مختبر كارنيغي للأرض والكواكب: «هذه مفاجأة مطلقة… أول رد فعل لنا كان: ما هذا بحق الجحيم؟ إنه مختلف تماماً عما توقعناه».
اعتمدت الدراسة على ملاحظات دقيقة من تلسكوب جيمس ويب، الذي أتاح لأول مرة تحليل الغلاف الجوي للكوكب على بُعد نحو 750 سنة ضوئية من الأرض.
حالة نادرة
وتكمن غرابة هذا النظام في أن الكوكب يدور حول نجم نابض، وهو نجم نيوتروني شديد الكثافة وسريع الدوران، تشكّل بعد انفجار نجم ضخم كمستعر أعظم، وتُعد هذه الحالة نادرة للغاية، إذ إن القليل جدًا من النجوم النابضة تمتلك كواكب، ولا يُعرف أي نجم نابض آخر يستضيف كوكباً غازياً عملاقاً.
يدور PSR J2322-2650b حول نجمه في مدة لا تتجاوز 7.8 ساعات، وعلى مسافة قريبة للغاية تُقدّر بنحو 1.6 مليون كيلومتر فقط، ما يجعله مشوه الشكل بفعل الجاذبية الهائلة، أقرب إلى شكل الليمونة. هذه القرب الشديد يطرح تساؤلات محيرة حول كيفية تشكّله وبقائه.
ويؤكد الباحث الرئيسي في الدراسة التي نشرت في مجلة رسائل الفيزياء الفلكية، مايكل تشانغ، من جامعة شيكاغو، أن سيناريوهات التكوين المعروفة لا تفسّر هذا التركيب الغني بالكربون، قائلًا: «لا يبدو أنه تشكّل ككوكب عادي… هذا التركيب يستبعد تقريباً كل آليات التكوين المعروفة».
سر الماس الغامض
أما عن أصل السخام والماس، فلا يزال لغزاً قائماً ويقترح بعض العلماء أن الكربون ربما تبلور في باطن الكوكب بعد أن برد، ثم طفا إلى السطح واختلط بالهيليوم، لكن ذلك لا يفسر غياب عناصر أخرى مثل الأكسجين والنيتروجين.
ويختتم روجر روماني، الأستاذ بجامعة ستانفورد، بالقول: «من الجميل ألا نعرف كل شيء. هذا النوع من الألغاز هو ما يدفع العلم إلى الأمام».
كشف أسرار العالم
يأمل العلماء أن تكشف الدراسات المستقبلية مزيداً من الأسرار حول هذا العالم الغريب، الذي قد يعيد رسم فهمنا لكيفية تشكّل الكواكب في أقسى بيئات الكون.