2025/09/18
علاقات السعودية وباكستان.. تاريخية وصادقة

 

قبل سبعة عقود، وضعت السعودية اللبنة الأولى في علاقاتها مع باكستان، واستمرت حتى اليوم تسير على خطى مدروسة وثابتة، لتشكل مسيرة تاريخية، تربط بين إحدى أهم دول الشرق الأوسط، من الناحية الدينية والجيوسياسية.


 

 

البداية عام 1947

 

بُعيد استقلال باكستان عام1947، كانت السعودية من أوائل الدول التي اعترفت باستقلالها، وكان ذلك لبنة العلاقات الراسخة بين البلدين اللذين يشتركان بروابط دينية، تقوم على كون المملكة قبلة للمسلمين، وباكستان البالغ سكانها 200 مليون نسمة، ذات غالبية مسلمة، ما يخلق مكانة روحية للسعودية لدى الباكستانيين.

 

 

 

 

ثالث زيارة في عام

 

وزيارة رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف للعاصمة السعودية الرياض، تعتبر ثالث زيارة لرئيس وزراء باكستان للمملكة خلال عام، ما يعطي دلالات واضحة على أهمية العلاقة بين البلدين، والتي تأخذ أبعاداً استراتيجية بعيدة المدى.

 

 

 

معانٍ عميقة

 

ويجد السفير السعودي السابق لدى باكستان علي عواض عسيري، أن العلاقات السعودية – الباكستانية تتحدث عن نفسها، وأن الزيارات المتكررة بين مسؤولي البلدين تؤكد معاني عميقة، وتعبر عن حرص القيادتين على إيجاد بيئة خصبة في تطوير العلاقات الضاربة في جذور التاريخ.


 

 

مواقف متبادلة

 

وترتبط الرياض وإسلام أباد في بعض التكتلات السياسية في العالم الإسلامي، كالعضوية في منظمة التعاون الإسلامية، ما يمنح فرصة لتبادل المواقف المعززة للعلاقات الإقليمية والدولية. فقد سجلت المملكة موقفاً خاصاً بإقليم كشمير المتنازع عليه من قبل نيودلهي وإسلام أباد، فيما كان للأخيرة مواقف عديدة مع السعودية، كمساندتها في حربها على الإرهاب على سبيل المثال لا الحصر.

 

 

 

عقوبات التجربة النووية

 

وفي عام 1988، أخذت باكستان على عاتقها القيام بتجارب نووية، ما دفع الغرب لفرض عقوبات على إسلام أباد، لكن الرياض في وقتها، مدت يدها لباكستان، من خلال تقديم دعم اقتصادي كبير، احتوى على تقديم النفط بأسعار تفضيلية.


 

 

ارتباط اقتصادي

 

وتعتبر السعودية أحد أهم الممولين والداعمين لباكستان اقتصادياً، عبر الاستثمارات والمساعدات المالية، خاصة في أوقات الأزمات، في وقت تستورد باكستان النفط والمنتجات البترولية من المملكة، ما يجعلها شريكاً استراتيجياً في مجال الطاقة.

 

 

 

تعاون عسكري

 

وتصنف باكستان ضمن الدول الأكثر قرباً للسعودية من ناحية التدريب العسكري المشترك، بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين الجانبين، وقد أسهم خبراء باكستانيون في تطوير القوات المسلحة السعودية منذ عقود.

 

 

 

 

الجالية الباكستانية في السعودية

 

ويجد الباكستانيون العاملون في المملكة، مناخاً مناسباً، ما جعل الجالية الباكستانية تعد من ضمن الأكبر في السعودية، والتي تسهم في الاقتصاد المحلي من جانب، وتعزيز المعيشة في باكستان على حدٍ سواء.

 

 

 

تنمية العلاقات

 

وبالعودة للسفير عسيري الذي تحدث لـ"العربية.نت" عبر الهاتف، فقد رأى أن الاتفاقية التي أبرمت اليوم بين الرياض وإسلام أباد، تعكس مدى مصداقية هذه العلاقة التي تراعيها وتحرص عليها قيادتا البلدين.

 

روحية السعودية

 

ويضيف عسيري: "مع كل قيادة جديدة في باكستان تنمو علاقتها بالمملكة. أنا أمضيت سنوات طويلة في تلك الدولة، ووجدت كيف ينظر الباكستانيون روحياً للسعودية. الآن في هذه اللحظة يحتفل الشعب الباكستاني في إحدى الساحات المقابلة للبرلمان في إسلام أباد بالاتفاقية الموقعة مع المملكة. أتصور أن الزيارة دون أدنى شك، ستسهم في فتح مزيد من الآفاق الاستراتيجية والاقتصادية بين البلدين، ما يسهم بمزيد من تطور العلاقة والتقارب. أستطيع أن أؤكد أن علاقتنا مع باكستان علاقة استراتيجية مستدامة، ولم تتأثر بأي حدث على مر العصور. إنها ذات جذور تاريخية منذ عهد المؤسس حتى هذا اليوم".


 

وفي مايو (أيار) الماضي، تمكنت السعودية من نزع فتيل حرب أخذت بالتصاعد بين باكستان والهند، وهما الجارتان النوويتان، بعد أن اندلعت شرارة المواجهة على إثر هجوم شهده إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين، وحملت الرياض مسؤولية القيام بجهود دبلوماسية، وابتعثت الوزير السعودي عادل الجبير، الذي زار إسلام أباد ونيودلهي، وتكللت تلك الزيارة بإخماد فتيل الصراع، وتجنيب المنطقة خطر الانزلاق إلى مواجهة نووية لا تحمد عقباها.

 

عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية في زيارة شهيرة لباكستان في إطار وساطة سعودية بين " نيودلهي - إسلام آباد" 

عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية في زيارة شهيرة لباكستان في إطار وساطة سعودية بين " نيودلهي - إسلام آباد"

 

 

 

استراتيجية الارتباط

والعلاقة بين الرياض وإسلام آباد ليست مجرد علاقة سياسية أو اقتصادية، بل هي علاقة استراتيجية ذات بعد ديني وأمني طويل الأمد، وتُعتبر من الركائز المهمة في توازنات المنطقة.

 

 

تأصيل وحدة المصير

وتعزز الاتفاقية التي أبرمتها الرياض وإسلام أباد اليوم، بحضور ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الأمن، وتهدف لتحقيق السلام في المنطقة والعالم، في حين لم تغفل في ذات الوقت التعاون الدفاعي بين البلدين، وهذا ما يترجمه ما نصت عليه، من حيث اعتبار "أن أي اعتداء على أي من البلدين يعد اعتداء على كليهما"، وهي إشارة فسرها السفير العسيري بأنها حق سيادي للبلدين، يعكس مدى الارتباط بين الرياض وإسلام أباد.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الشبكة العربية للأنباء https://www.arabnn.news - رابط الخبر: https://www.arabnn.news/news76383.html