مشروع REBIRTH هو أول نظام للبقاء على قيد الحياة بعد الحوادث مدعوم بالذكاء الاصطناعي.
في أقل من ثانيتين وباستخدام الذكاء الاصطناعي كشف فريق من مهندسي جامعة بيتس بيلاني فرع دبي عن مشروع REBIRTH، وهو نظام ينقذ أرواح الركاب في حالة حوادث الطائرات التي لا يمكن تجنبها.
يعتمد النظام الجديد الذي ابتكره إيشيل وسيم ودارسان سرينيفاسان، على وسائد هوائية خارجية تتضخم حول الطائرة لتقليل الاصطدام أثناء الهبوط المفاجئ وفق interestingengineering.
يستخدم النظام، الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار للكشف عن احتمال وقوع حادث تحطم وشيك، ويُفعّل تلقائياً إذا كانت الطائرة على ارتفاع أقل من 3000 قدم، كما يمكن للطيارين إلغاء تفعيل النظام يدوياً عند الحاجة.
قال جيف إدواردز، وهو قاذف قنابل متقاعد من البحرية الأمريكية ومستشار سلامة الطيران، لمجلة Popular Science : "يبدو هذا وكأنه فكرة مثيرة للاهتمام ولكن الكوارث الجوية التي يهدف نظام الوسادة الهوائية هذا إلى التخفيف منها تعني أن الطائرات المستقبلية جميعها ستحمل وزناً إضافياً وتنازلات أخرى للتخفيف من وقوع حادث واحد في 20 عاماً".
يراقب النظام حالة المحرك، واتجاهه، وسرعته، وارتفاعه، ودرجة حرارته، ونشاط الطيار قبل اتخاذ القرارات، في حال وقوع حادث لا مفر منه، تنفتح الوسائد الهوائية من المقدمة والبطن والذيل في أقل من ثانيتين.
تتكون الوسائد الهوائية من طبقات من الكيفلار، والبولي يوريثين الحراري، والزيلون، والسوائل الذكية غير النيوتونية، وهي تعمل على امتصاص الصدمات وتقليل الأضرار التي تلحق بالطائرة والركاب.
إذا كانت المحركات تعمل، فإن الدفع العكسي يُبطئ الطائرة، في حال تعطل المحركات، تُفعّل دافعات الغاز لتقليل السرعة وتثبيت الطائرة، بعد الهبوط، يُساعد الطلاء البرتقالي اللامع، ومنارات الأشعة تحت الحمراء، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والأضواء الوامضة فرق الإنقاذ في تحديد موقع الهبوط بسرعة.
النموذج الأولي والاختبار
بنى فريق BITS Pilani نموذجاً أولياً بمقياس 1:12، يجمع هذا النموذج بين أجهزة استشعار ووحدات تحكم دقيقة وعلب ثاني أكسيد الكربون، تُدار جميعها بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي، يتفاعل النظام مع تغيرات السرعة والاهتزاز والقوة، مُفعّلًا تدابير السلامة بالتتابع.
تُظهر المحاكاة الحاسوبية أن هذا المفهوم قادر على تقليل تأثير الاصطدام بأكثر من 60%، ويستعد المهندسون للعمل مع مصنعي الطائرات والمختبرات لاختبار نماذج كاملة الحجم في أنفاق الرياح ومحاكاة الاصطدام، كما يخططون لجعل النظام متوافقاً مع الطائرات الجديدة والموجودة .
وقال الفريق: "اليوم، أصبح REBIRTH جاهزًا للاختبار على نطاق واسع، مع إعداد المخططات التخطيطية والمحاكاة وبيانات المواد".
نظام ولد من المأساة
جاءت فكرة هذا المفهوم بعد حادث تحطم طائرة تابعة لشركة طيران الهند المميت في وقت سابق من هذا العام، انقطع التيار الكهربائي عن الطائرة بعد ثوانٍ من إقلاعها، مما أدى إلى مقتل جميع الركاب باستثناء واحد، قال وسيم: "لم تستطع والدتي النوم" .
ركز المهندسون على ثلاثة أهداف: إبطاء سرعة الطائرة قبل الاصطدام، وامتصاص قوة الاصطدام، ومساعدة رجال الإنقاذ على الوصول إلى موقع الاصطدام بشكل أسرع، مشروع "الولادة الجديدة" هو الأحدث في سلسلة من الأفكار الطموحة في مجال سلامة الطيران، بدءًا من المظلات التي تغطي الطائرة بالكامل ووصولًا إلى طلاءات "الطبقة السحرية" ذاتية الشفاء.
ورغم أن النظام يبدو واعداً، إلا أن الخبراء يحذرون من أن الوزن الإضافي وتعقيد الوسائد الهوائية قد يشكلان تحديات، وإذا فاز المشروع بجائزة جيمس دايسون لعام 2025، فسوف ينضم إلى الفائزين السابقين مثل الأجهزة الطبية القابلة للارتداء لاختبار الجلوكوما والمقطورات على الطرق الوعرة لنقل الجنود الجرحى، والتي ستحصل على 40 ألف دولار كجائزة نقدية.