2025/08/17
في 30 دقيقة.. العبور من أمريكا إلى روسيا سيراً على الأقدام

 

يفصل بين جزيرة أمريكية وأخرى روسية أقل من 4 كيلو مترات وهي مسافة تستغرق 30 دقيقة مشياً على الأقدام للانتقال بين البلدين.

فجزيرة ديوميد الصغيرة بألاسكا والتي يبلغ عدد سكانها 77 نسمة فقط أقرب إلى روسيا من البر الرئيسي للولايات المتحدة، وعندما تنخفض درجات الحرارة يصبح الجليد سميكاً لدرجة أنه يمكنك الذهاب سيرًا على الأقدام إلى روسيا.

تقع الجزيرة وهي منطقة اشترتها الولايات المتحدة في عام 1867، على بعد 2.4 ميل فقط أقل من جزيرة ديوميد الكبرى، جارتها الروسية، في مضيق بيرينغ.

ديوميد الكبرى

في حين أن جزيرة ديوميد الكبرى هي موقع عسكري روسي، فإن جزيرة ديوميد الصغرى هي موطن لـ 77 من سكان ألاسكا المحليين، المعروفين باسم سكان إينوبيات الأصليين.

خط التاريخ الدولي

يقسم الجزيرتين خط التاريخ الدولي، وهذا يعني أنه إذا غادرت جزيرة ديوميد الصغيرة في الساعة التاسعة صباحاً يوم الاثنين وعبرت إلى جارتها، فسوف تصل يوم الأحد.

كانت جزر ديوميديس مأهولة بالسكان الأصليين، وقد وصفوا أنفسهم في السابق بأنهم مجتمع واحد عبر جزيرتين.

إغلاق الحدود

في بداية الحرب الباردة عام 1948، كان سكان ديوميد الكبرى متناثرين في أنحاء سيبيريا، وأغلقت الدولتان الحدود، التي تعرف الآن باسم الستار الجليدي حيث انقسمت العائلات.

وقال المؤلف تشارلز وولفورث وفق بي بي سي : :إن الاتصالات بين العائلات لمدة 40 عاما"، في إشارة إلى رحلة الصداقة عام 1988 التي جمعت عائلات في روسيا وألاسكا.

30 دقيقة فقط سيراً

تقع جزر ديوميديس بالقرب من بعضها البعض لدرجة أنه عندما يتجمد الماء في الشتاء تكون المسافة بينهما 30 دقيقة فقط سيراً على الأقدام، ولكن لا أحد يفعل ذلك، حيث أنه من غير القانوني السفر بين الجزر، وتظل التهديدات بالقنابل المضيئة والبنادق والكلاب الهجومية في انتظار أي شخص يحاول العبور إلى جزيرة ديوميد الكبرى دون الوثائق الصحيحة.

في عز الشتاء، لا يرى سكان الجزيرة سوى أربع ساعات من ضوء النهار ودرجات حرارة دون الصفر، ولا يدوم اتصال الإنترنت أو الهاتف سوى بضع ساعات يوميا ويعيش سكان الجزيرة على صيد الفقمات أو حيوانات الفظ، وقبل عشرين عاماً فقط، كان طاقم صيد من خمسة أفراد يجمع المئات من كل نوع قبل حلول الشتاء، لكن نتيجة التغير المناخي لا يتمكنون إلا من اصطياد خمسة فقمات فقط واثنين من حيوانات الفظ.

من أجل البقاء

من أجل البقاء، يعتمد سكان الجزيرة على تسليم الطعام أسبوعياً من البر الرئيسي والذي يصل عن طريق المروحيات، إذا سمح الطقس بذلك، ولكن الكميات المحصل عليها محدودة، حيث لا تحمل الشحنة سوى السلع المعلبة أو الأطعمة المعالجة بشكل مفرط لتتحمل اختبار الزمن من مدينة نوم، أكبر مدينة في غرب ألاسكا.

كانت هناك طائرة في السابق تقوم بتوصيل الطعام والإمدادات لسكان الجزيرة عن طريق الهبوط على الجليد المتجمد السميك خلال فصل الشتاء، ولكنها لم تعد تصل إلى هناك بسبب تأثيرات تغير المناخ.

تكافح مدينة ديوميد الصغيرة من أجل البقاء على قيد الحياة، حيث يعني عزلها عن العالم الخارجي أن ثقافتها أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى، ولكن المخاوف تتزايد من أنها أيضاً في طريقها إلى الضياع.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الشبكة العربية للأنباء https://www.arabnn.news - رابط الخبر: https://www.arabnn.news/news75160.html