2025/08/13
مزاد على حجر نيزكي بزنة 25 كلغ في نيويورك.. يثير غضب النيجر

 

تَجَدَّدَ الجدل في شأن ملكية حجر سقط من السماء، بعد بيع أكبر نيزك مريخي عُثر عليه على الإطلاق في نيويورك، والذي تطالب به النيجر اليوم.

بيعت هذه الصخرة الكبيرة التي تزن حوالي 25 كيلوغراما، المأخوذة مباشرةً من الكوكب الأحمر، في 16 يوليو من جانب دار المزادات الشهيرة "سوذبيز" إلى مشترٍ خاص مجهول الهوية مقابل مبلغ قياسي تجاوز 5 ملايين دولار.

 

أثارت عملية البيع هذه غضب النيجر، حيث عُثر على النيزك عام 2023، إذ أعلنت الحكومة أنها ستفتح تحقيقا عقب المزاد "لكشف ملابسات هذه المسألة".

 

وبحسب نيامي التي علّقت الجمعة تصدير الأحجار الكريمة والنيازك حتى إشعار آخر، فإن هذه القضية "تُظهر على الأرجح كل سمات الاتجار الدولي غير المشروع".

 

تنفي "سوذبيز" هذه الاتهامات، مشددة على أن الحجر النيزكي "صُدّر من النيجر ونُقل بما يتماشى مع الإجراءات الدولية المعمول بها".

لكن الدار أوضحت لوكالة فرانس برس أن مراجعة للملف تجري حاليا على ضوء الجدل الدائر.

 

"صائد نيازك"

بحسب الوصف المنشور على موقع الدار الإلكتروني، اكتُشف الحجر ذو اللون الأصفر المائل إلى الأصفر "في 16 نوفمبر 2023، على يد صائد نيازك في منطقة أغاديز النائية بالنيجر".

 

بعد بيعه لتاجر دولي، عُرض لفترة وجيزة في إيطاليا قبل أن ينتهي به المطاف في كتيّبات المزادات في أميركا الشمالية.

 

بالنسبة لعالم الحفريات الأميركي بول سيرينو الذي عمل عن كثب مع نيامي لسنوات، تشير كل الدلائل إلى أن الحجر خرج من النيجر "بطريقة غير قانونية".

وأشار سيرينو لوكالة فرانس برس، من دون أن يُخفي غضبه، إلى أن هويات جميع الضالعين في هذه القصة لا تزال "طي الكتمان".

 

وقال "لو أنهم التقطوا الحجر النيزكي خلال اندفاعه نحو الأرض وقبل أن يسقط في بلد ما، لكان بإمكانهم المطالبة به (...) لكن هنا، مع الأسف، هو ملك للنيجر، حتى لو كان أصله من المريخ".

 

بما أن النيازك لا تتمتع بوضع قانوني عالمي حقيقي، فإن ملكيتها تخضع للقانون الدولي وللقانون الخاص بمكان سقوطها.

 

تشريعات متباينة

في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تعود ملكية هذه الأحجار التي تسقط من السماء لمالك الأرض، حيث موقع السقوط إذا كانت خاصة، وهو ما لا ينطبق على النيجر.

 

يشير الأستاذ في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، ماتيو غونيل، ووالده الأستاذ الجامعي ماكس غونيل إلى أن هذا البلد الواقع في غرب أفريقيا لديه قانون يحمي ممتلكاته الثقافية، بما في ذلك "العينات النادرة" من المعادن.

 

ويقول الرجلان لوكالة فرانس برس "لا شك في رأينا في وجوب إدراج النيازك ضمن عينات المعادن النادرة المحمية".

إلى جانب الإشكالات القانونية واحتمال تورط شبكة تهريب، يثير بيع هذا الحجر النيزكي تساؤلات أخلاقية.

 

يرتبط ذلك خصوصا بكون هذه الصخرة المسماة NWA 16788 ذات قيمة علمية لا تُقدر بثمن. فهي أكبر بكثير من النيازك المريخية الأخرى - النادرة جدا - التي عُثر عليها سابقا، وتُقدم شهادة فريدة على التاريخ الجيولوجي للكوكب الأحمر.

 

ويدعو البروفيسور سيرينو إلى إعادة الحجر إلى النيجر، حيث يُمكن دراسته وعرضه على الجمهور. ويقول "في رأيي، هذا ليس شيئا يُفترض بيعه في مزاد مع المجازفة باختفائه تحت معطف أحدهم".

تم طباعة هذه الخبر من موقع الشبكة العربية للأنباء https://www.arabnn.news - رابط الخبر: https://www.arabnn.news/news75007.html