2025/07/12
لغز الثواني الأخيرة لكارثة الطائرة الهندية.. "لم أفعلها!".. فوضى في قمرة القيادة وانقطاع مفاجئ للوقود

 

 

 

كشف تقرير أولي عن ارتباك حدث بين الطيارين في قمرة قيادة الطائرة الهندية المنكوبة، وأن عملية إيقاف إمدادات الوقود قد تمت مما أدى إلى فقدان الطاقة، وتوقف الطائرة عن الارتفاع وبعد سقطت الطائرة.

فوفق التقرير بحسب ميل أونلاين، في اللحظات الأخيرة من الرحلة، سُمع صوت أحد الطيارين في مسجل صوت قمرة القيادة وهو يسأل الآخر عن سبب قطعه للوقود، وجاء في تقرير مكتب التحقيق في حوادث الطائرات الهندي: "أجاب الطيار الآخر بأنه لم يفعل ذلك".

حرمان المحركات من الوقود

 

يعتقد أن طائرة بوينج 787 دريملاينر فقدت الطاقة عندما انقلبت مفاتيح قطع الوقود في نفس الوقت تقريباً، مما أدى إلى حرمان المحركات من الوقود، وفقًا لتقرير محققي الحوادث الهنود.

وهذا يعني أن الطائرة بدأت تفقد قوتها الدافعة بعد لحظات من إقلاعها إلى لندن من مدينة أحمد آباد الهندية، مما أدى إلى تحطمها المدمر في 12 يونيو من هذا العام.

وجاء في نداء الاستغاثة للطائرة : "الدفع لم يتحقق... السقوط... ماي داي! ماي داي! ماي داي!"

وبعد ثوانٍ، بدأت الطائرة تفقد ارتفاعها وانفجرت ككرة من النار بعد اصطدامها بنزل على الأرض في ولاية جوجارات، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها باستثناء راكب واحد و19 شخصاً على الأرض.

وتشير التقييمات الأولية للمحققين إلى عدم وجود خطأ واضح في طائرة بوينج أو محركاتها، مما يشير إلى أن شركة بوينج وشركة تصنيع المحركات جنرال إلكتريك لم تتحملا أي مسؤولية واضحة عن الحادث.

غموض حول سبب فصل مفاتيح الطاقة

 

لم يوضح التقرير كيف يمكن للمفتاح - الذي يستخدم لبدء أو إيقاف تشغيل المحركات ويترك عادة قيد التشغيل أثناء الطيران - أن يتحول إلى وضع القطع.

وفي موقع التحطم، تم العثور على مفتاحي الوقود في وضع التشغيل، وقال التقرير إنه كانت هناك مؤشرات على إعادة إشعال المحركين قبل الاصطدام على ارتفاع منخفض.

وقال خبير سلامة الطيران الأمريكي أنتوني بريكهاوس إن السؤال الرئيسي هو لماذا تم نقل المفاتيح بطريقة غير متسقة مع العمليات العادية، متسائلاً: هل تحركوا من تلقاء أنفسهم أم بسبب الطيارين؟ وإذا تحركوا بسبب طيار، فلماذا؟

وقال تقرير مكتب التحقيق في حوادث الطائرات، الذي نشر في وقت متأخر من يوم الجمعة، إن الطائرة كانت تحمل 54200 كيلوغرام من الوقود، وهو ما كان ضمن "الحدود المسموح بها".

وأضاف التقرير: "حققت الطائرة أقصى سرعة جوية بلغت 180 عقدة في الساعة 08:08:42 بالتوقيت العالمي المنسق، وبعد ذلك مباشرة، انتقلت مفاتيح قطع الوقود للمحرك 1 والمحرك 2 من وضع التشغيل إلى وضع القطع واحداً تلو الآخر بفارق زمني قدره ثانية واحدة" .

تسجيل ما قبل الكارثة

 

وفي تسجيل صوتي من قمرة القيادة، يُسمع أحد الطيارين يسأل الآخر عن سبب قطعه للخطاب، فأجاب الآخر بأنه لم يفعل ذلك.

وبالإشارة إلى البيانات المُستقاة من مسجلي بيانات الطيران المُحسَّنين للطائرة، يُتابع البيان: "وفقًا لمسجل بيانات الطيران المُحسَّن، انتقل مفتاح قطع وقود المحرك 1 من وضع القطع (CUTOFF) إلى وضع التشغيل (RUN) حوالي الساعة 08:08:52 بالتوقيت العالمي المُنسَّق، وبدأ باب مدخل وحدة الطاقة المساعدة (APU) في الفتح حوالي الساعة 08:08:54 بالتوقيت العالمي المُنسَّق، بما يتوافق مع منطق التشغيل التلقائي لوحدة الطاقة المساعدة (APU)، بعد ذلك في الساعة 08:08:56 UTC، يتحول مفتاح قطع الوقود للمحرك 2 أيضاً من CUTOFF إلى RUN.

وعندما يتم نقل مفاتيح التحكم في الوقود من CUTOFF إلى RUN أثناء وجود الطائرة في الجو، فإن التحكم الكامل في المحرك المزدوج (FADEC) لكل محرك يتولى تلقائياً إدارة تسلسل إعادة الإشعال واستعادة الدفع للإشعال وإدخال الوقود.

النتائج تتوافق مع الرأي الأمريكي

 

قال خبير سلامة الطيران الأمريكي جون كوكس: "يؤدي قلب المحرك إلى إيقاف تشغيله فوراً، ويُستخدم هذا غالباً لإيقاف تشغيل المحركات فور وصول الطائرة إلى بوابة المطار، وفي بعض حالات الطوارئ، مثل حريق المحرك، ولم يُشر التقرير إلى أي حالة طوارئ تستدعي إيقاف تشغيل المحرك.

وتبدو النتائج الجديدة متوافقة مع النظريات التي وردت في الجانب الأمريكي من التحقيق، والتي أشارت أيضاً إلى أن المفاتيح التي تتحكم في تدفق الوقود إلى المحركين التوأمين للطائرة تم إيقاف تشغيلها بعد وقت قصير من الإقلاع، مما تسبب في فقدان الطائرة للدفع.

ولكن لا يزال من غير الواضح سبب إيقاف تشغيلها، ويتساءل المحققون عما إذا كان ذلك متعمداً أو عرضياً أو تم تصحيحه بعد فوات الأوان.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، فإن إحدى العلامات المحتملة لإيقاف تشغيل المفاتيح كانت نشر نظام الطاقة في حالات الطوارئ بالطائرة، وهو توربين هوائي أو RAT، وإذا ثبتت صحة النتائج الأولية، فإن ذلك من شأنه تبرئة شركة بوينج، الشركة المصنعة لطائرة دريملاينر، وشركة جنرال إلكتريك إيروسبيس المطورة للمحرك.

لا توصيات لمشغلي ومصنعي بوينج

 

وقال مكتب التحقيق في حوادث الطائرات في الهند: "في هذه المرحلة من التحقيق، لا توجد إجراءات موصى بها لمشغلي ومصنعي محركات بوينج 787-8 و/أو GEnx-1B".

وتتولى الوكالة، وهي مكتب تابع لوزارة الطيران المدني الهندية، قيادة التحقيق في أخطر حادث طيران في العالم منذ عقد من الزمان.

وأودت مأساة الشهر الماضي بحياة 169 راكباً هندياً كانوا على متن الطائرة، و53 بريطانياً، وسبعة برتغاليين وكندي واحد، بالإضافة إلى 12 من أفراد الطاقم، ولم ينجُ سوى شخص واحد وهو البريطاني فيشواش كومار راميش (40 عاما).

كما قُتل ما لا يقل عن 19 شخصًا على الأرض عندما سقطت طائرة بوينج 787-8 دريملاينر في منطقة سكنية بعد لحظات من إقلاعها.

وقالت شركة الطيران إن الكابتن سوميت سابهاروال، الذي كان يقود الطائرة، لديه أكثر من 10 آلاف ساعة من الخبرة في الطائرات ذات البدن العريض، في حين سجل مساعد الطيار كلايف كوندر أكثر من 3400 ساعة.

كانت هذه الحادثة هي أول حادثة مميتة تتعلق بطائرة دريملاينر وكانت بمثابة انتكاسة كبيرة لشركة بوينج، التي تواجه تدقيقاً مستمراً بشأن معايير سلامة طائراتها .

تم طباعة هذه الخبر من موقع الشبكة العربية للأنباء https://www.arabnn.news - رابط الخبر: https://www.arabnn.news/news73896.html