تواجه الحكومة الأمريكية إغلاقاً جزئياً أدى إلى تعليق رواتب ملايين الموظفين الفيدراليين، بما في ذلك أكثر من 1.3 مليون جندي نشط، ما أثار مخاوف بشأن تأثير الأزمة على الخدمات الحيوية والالتزامات المالية للموظفين.
وكشفت مصادر مطلعة أن الملياردير الأمريكي تيموثي ميلون، وريث أحد أغنى العائلات الأمريكية، هو المتبرع الغامض الذي قدم 130 مليون دولار للحكومة الأمريكية لدفع رواتب الجنود خلال الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية، وقد أثار هذا التبرع ضجة كبيرة على الصعيد السياسي والإعلامي، لا سيما وأنه جاء في وقت تواجه فيه البلاد أزمة غير مسبوقة في تمويل رواتب العسكريين.
تيموثي ميلون، البالغ من العمر 83 عاما، هو حفيد أندرو و. ميلون، المصرفي الأسطوري ووزير الخزانة الأمريكي من 1921 إلى 1932، والذي أسس ثروة عائلية ضخمة قدرت بحوالي 14 مليار دولار وفقا لمجلة فوربس.
وقد ارتبطت عائلة ميلون على مر العقود بالتمويل والفن والأعمال الخيرية، مع استثمارات واسعة في شركات كبرى مثل ألكو وجلف أويل، وتأسيس جامعة كارنيغي ميلون في بنسلفانيا، وفقا لصحيفة نيويورك بوست.
يعيش ميلون معظم حياته في ولاية وايومنغ، بعيدا عن الأضواء، ويشتهر بكونه منغلقا إعلاميا ويميل إلى الخصوصية، حيث نادرا ما يظهر في مقابلات أو يشارك في أنشطة عامة. ويقدر خبراء ثروته الشخصية بحوالي 4.2 مليارات دولار، على الرغم من قلة التصريحات الرسمية حول ممتلكاته الحقيقية.
تبرع ميلون جاء في ظل أزمة دفع رواتب أكثر من 1.3 مليون جندي أمريكي نشط، حيث يقدر التبرع بنحو 100 دولار لكل جندي بحسب تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس. وأوضح البنتاغون أن التبرع جاء بشرط استخدامه لتعويض تكلفة رواتب ومزايا العسكريين.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشاد بجهود ميلون، واصفا إياه بـ«الوطني العظيم» و«الصديق المخلص للجيش»، مؤكدا أن المتبرع فضل البقاء مجهولا وعدم الكشف عن هويته، وهو أمر غير معتاد في السياسة الأمريكية.
ترامب أشار إلى أن ميلون كان أحد أبرز داعميه ماليا وسياسيا، حيث ساهم بملايين الدولارات في دعم حملاته الانتخابية وحملات الحزب الجمهوري، بما في ذلك تبرعه البارز بـ50 مليون دولار عام 2024 للجنة دعم حملة ترامب Make America Great Again.
بالرغم من دعمه لترامب، كان ميلون أيضا من الداعمين لروبرت ف. كينيدي جونيور، حيث قدم ملايين الدولارات لحملته ولمنظمته المناهضة للقاحات Children’s Health Defense، ما يعكس استقلاليته في دعم القضايا والأشخاص حسب قناعاته الخاصة.
تشمل استثمارات ميلون مجموعة شركات Pan Am Systems التي تعمل في مجالات السكك الحديدية والطيران والتسويق، ويظهر ميلون كشخصية تجمع بين التقاليد العائلية في الأعمال المصرفية والصناعية، وبين اهتمامه بالقضايا الوطنية والسياسية.
تبرع ميلون يسلط الضوء على ظاهرة نادرة في الولايات المتحدة، حيث يقدم أغنياء مبالغ ضخمة لدعم العسكريين في ظل أزمات حكومية، ما يثير تساؤلات حول الحدود القانونية والسياسية لهذه المساهمات. كما يعكس التبرع التزام ميلون الشخصي تجاه الجيش الأمريكي ورغبته في حماية رواتب الجنود، حتى في ظل الإغلاق الحكومي الذي أدى إلى تعليق رواتب آلاف العاملين الفيدراليين.
في الختام، يمثل تيموثي ميلون مثالا على الملياردير المنعزل الذي يوازن بين حياته الخاصة واستثماراته الضخمة، وبين مشاركته المؤثرة في القضايا الوطنية والسياسية، مؤكدا أن تأثير الأفراد الأثرياء يمكن أن يكون مباشرا وملموسا في أوقات الأزمات الوطنية.