بدون مقدمات ولا ديباجات
لقد بلغ الحديث عن معاناة الناس في عدن والمناطق التي يُطلق عليها مجازاً محررة حدَّه الأقصى وتجاوزت معاناة هذا الشعب كل قدرة على الصبر والاحتمال .. شعبٌ قدّم التضحيات الجسام وصمد وظل صابرا ً كي لا يشمت به الأعداء لما قدم من تضحيات حينما تراجع الآخرون عن مشهد الدفاع عن الوطن وكرامتهم وردوا الغزاة على اعقابهم خاسرين ...
فخامة الرئيس أصحاب السيادة لسنا ممن يتصيد
لقد طفح الكيل وكلما لاح بصيص من الأمل أُخمد وكلما اشتدت المعاناة تضاعف القهر حتى كاد يتحول إلى بركان.
أتوجه إليكم اليوم بنداءٍ صادقٍ للالتفات إلى ما تعانيه عدن وأبناؤها أنتم على أرضها وفي كنفها ومنحتكم هي ذاتها الشرعية والمكانة.
ولكن يبدو أن معاناتها غابت عن أسماعكم، أو أنكم أُنشغلتم عنها بصراعاتٍ جانبية.
فكل شيء في عدن متعطل امنها واقتصادها وخدماتها والحياة اليومية الصعبة التى تخنق الناس بلا رحمة .
إن التنازع على توزيع التركة التي لم تورثوها، مع تجاهل استحقاقات الناس وحقوقهم، أمر لا يمكن تبريره أو استمراره فكيف يمكن الادعاء بالتحرير أو الخلاص في حين أن مناطق نفوذكم نفسها تئنّ تحت وطأة الفوضى والحرمان.
تذكّروا أن هذا الشعب هو سندكم الحقيقي ومصدر قوتكم، وضعفه ضعفٌ لكم وانهياره سقوط لكم جميعاً.
لا تمتحنوا صبر الناس الى هذا الحد ولا تستهينوا بأنينهم فالغضب حين يتفجّر لن يجد من يوقفه.
أصغوا إليهم قبل أن يعلو صوتهم عليكم، وأدركوا ما تبقى من فرصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن يتحول الصمت العام إلى طوفانٍ لا يمكن السيطرة عليه ، وهاهو الأنين قد بداء يتحول في اتجاه بركان لا يحمد عقباه ، سارعوا بوضع الحلول الاستراتيجية لمعاناتهم بدل الترقيع والوعود .
