بدأ، اليوم الأحد، سريان تعليق الأعمال العسكرية الذي أعلنته إسرائيل في ثلاث مناطق في قطاع غزة، وذلك في إطار تدابير جديدة قالت إنها تهدف إلى معالجة الأزمة الإنسانية في القطاع.
ويأتي قرار وقف إطلاق النار في تلك المناطق بعد موجة من الانتقادات الدولية لسلوك إسرائيل في الحرب ومخاوف من خطر حدوث مجاعة في غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق من اليوم الأحد، أنه سيبدأ "تعليقا تكتيكيا" للأعمال العسكرية في مدينة غزة ودير البلح والمواصي، وهي ثلاث مناطق ذات كثافة سكانية عالية، بهدف "زيادة حجم المساعدات الإنسانية" الداخلة إلى القطاع.
وتبدأ الهدنة يوميا من الساعة العاشرة صباحا حتى الثامنة مساء بالتوقيت المحلي بدءا من اليوم الأحد، وحتى إشعار آخر.
وأضاف الجيش أنه سيخصص طرقا آمنة لإيصال المساعدات، وأنه نفذ عمليات إنزال جوي إلى غزة، شملت طرود مساعدات تحتوي على دقيق وسكر وأغذية معلبة.
وحذر خبراء الغذاء منذ أشهر من خطر المجاعة في غزة، حيث فرضت إسرائيل قيودا على وصول المساعدات بزعم أن حماس تستولي على السلع لتدعيم حكمها، دون تقديم أدلة على هذا الادعاء.
وأثارت الصور التي ظهرت لأطفال يعانون من الهزال الشديد في غزة في الأيام الأخيرة انتقادات دولية لإسرائيل، بما في ذلك من قبل حلفائها المقربين، الذين دعوا إلى إنهاء الحرب والكارثة الإنسانية التي تسببت فيها.
ورحب برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة بالخطوات الرامية إلى تخفيف القيود المفروضة على المساعدات، لكنه أكد أن هناك حاجة إلى وقف إطلاق نار أوسع في غزة لضمان وصول المواد الغذائية إلى جميع المحتاجين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه تم اتخاذ الخطوات الجديدة بالتنسيق مع الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى.
وذكر برنامج الأغذية العالمي، في بيان، أن ثلث سكان غزة، البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، لا يجدون طعاما منذ أيام، وأن نحو نصف مليون شخص يعانون من ظروف تشبه المجاعة.
وقال البرنامج إن لديه ما يكفي من الغذاء داخل غزة أو في طريقه إلى القطاع لإطعام جميع سكان غزة لمدة تقارب ثلاثة أشهر.
وقال المسؤول البارز في حركة حماس، محمود مرداوي، إن تغيير إسرائيل لموقفها تجاه الأزمة الإنسانية يعد اعترافاً بوجود فلسطينيين يتضورون جوعاً في غزة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تحسين صورتها الدولية وليس إلى إنقاذ الأرواح.
وأضاف مرداوي أن إسرائيل "لن تفلت من العقاب، وستدفع ثمن هذه الممارسات الإجرامية لا محالة".
وقالت إسرائيل إن التدابير الجديدة تأتي في الوقت الذي تواصل فيه هجومها على حماس في مناطق أخرى.
وقبل تعليق الأعمال العسكرية، أعلن مسؤولون بوزارة الصحة في غزة مقتل 16 فلسطينيا على الأقل في هجمات منفصلة.
وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، إن "هذه الهدنة (الإنسانية) لن تعني شيئا إذا لم تتحول إلى فرصة حقيقية لإنقاذ الأرواح"، مطالبا بتوفير كميات كبيرة من الإمدادات الطبية وغيرها من المساعدات للمساعدة في علاج سوء التغذية لدى الأطفال.
وأضاف البرش أن "كل تأخير يساوي جنازة جديدة".