الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - رياضة - سيميدو.. هرب من عالم الجريمة بفضل رونالدو

سيميدو.. هرب من عالم الجريمة بفضل رونالدو

الساعة 08:31 مساءً

 

لم يكن جوزيه سيميدو شخصاً عادياً في حياة كريستيانو رونالدو، بل كان شاهداً على كل شيء منذ اللحظة الأولى في أكاديمية سبورتنغ لشبونة، حين التقيا وتشاركا غرفة النوم في مركز تدريب سبورتنغ وأنقذه فتى ماديرا من دخول عالم الجريمة، وبينما كان أحدهما يكتب تاريخاً جديداً في كرة القدم والآخر يحظى بمسيرة متواضعة لم تنقطع علاقتهما، وبعد أكثر من عقدين، يظهر سيميدو من جديد في المشهد مع رونالدو ولكن في النصر.

 

وأعلن النصر يوم الجمعة تعيين سيميدو في منصب المدير التنفيذي للنادي خلفًا للإسباني لفيرناندو هييرو.

 

بدأت العلاقة بين سيميدو ورونالدو داخل مركز "ألكوشيتي" التابع لنادي سبورتنغ، حيث جمعتهما الغرفة نفسها في قطاعات ناشئين الفريق البرتغالي، إذ احتاج رونالدو القادم من ماديرا مساعدة سيميدو ابن سيتوبال على التأقلم مع الحياة الجديدة.

 

يتذكر سيميدو تلك الأيام قائلًا إن رونالدو كان يخاف من ركوب المترو، ويعتقد أن الأبواب ستُغلق عليه إن لم يدخل بسرعة، وأنه لم يكن يفهم لهجة زملائه ويواجه سخرية بسبب طريقة نطقه، حتى أنه ألقى كرسيًا على أحد المعلمين عندما لم يتدخل أحد لوقف السخرية منه.

 

 

عاش الاثنان تجارب مشتركة جعلت العلاقة بينهما أقرب إلى الأخوة، إذ كانا يتسللان ليلًا للتدريب في صالة الألعاب، ويعودان إلى الغرفة للوقوف أمام المرآة والتفاخر بعضلاتهما الناشئة.

 

وعندما سمع رونالدو أن سيميدو سيُجبر على مغادرة السكن بسبب تراجع مستواه، وذهب بنفسه إلى إدارة الأكاديمية وطلب أن يُضاف سرير في غرفته كي يبقى صديقه، وقال لهم صراحة “إذا رحل، سأرحل معه”، واستجابت الإدارة حينها لطلب النجم البرتغالي.

 

وكشف لويس دياز مدرب سيميدو السابق في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت" أن رونالدو قال "سأنام على الأرض مقابل بقاء سيميدو معنا في الفريق".

 

يقول سيميدو: لم أقدّم موسمًا جيدًا. استدعاني النادي وأبلغني أنني سأبقى، لكن سيتعين عليّ العودة لمنزل عائلتي في سيتوبال، التي تبعد 45 دقيقة، لأنهم سيمنحون غرفتي للاعب آخر. أخبرت كريستيانو أنني سأعود للمنزل ولن أكون هنا يوميًا.

 

وأضاف: ردّ عليّ قائلاً لا، إذا غادرت فلن أراك مجددًا. ستأتي مرتين للتمرين ثم تنقطع. إذا غادرت، سأغادر أنا أيضًا. ذهب إلى مدير الأكاديمية وقال له: سيميدو لا يمكنه المغادرة، سيبقى هنا معي. قال لهم إنهم يستطيعون وضع سرير إضافي في غرفته، وسنتشارك خزانة الملابس. وكرر ما قاله لي: إذا غادر، سأغادر معه.

 

مدير النصر التنفيذي زاد: كان رونالدو جوهرة النادي، ففعلوا كل ما يريده. جلبوا السرير الإضافي، وهذا ما حصل. نمت في غرفته.

 

 

كانت تلك اللحظة حاسمة في حياة لاعب الوسط البرتغالي السابق، إذ يقول عنها:أنا مدين له بكل ما أملك. الحي الذي جئت منه في سيتوبال لم يكن مناسبًا لشاب صغير، الكثير من أصدقائي تورطوا في الجريمة، بعضهم مات أو في السجن. لو عدت إلى هناك، ربما كنت سأسرق السيارات معهم. رونالدو غيّر حياتي وعائلتي وأطفالي ومسيرتي، كل هذا بفضله.

 

ولم ترتق مسيرة سيميدو إلى مستوى صديقه، إذ اكتفى بمسيرة متواضعة تنقل خلالها بين عدة أندية مثل شيفيلد وينزداي وتشارلتون في إنجلترا، بالإضافة إلى كالياري في إيطالي وفيرينسي وكاسا بيا وفيتوريا.

 

لكن الاختبار الأصعب في حياة سيميدو لم يكن رياضيًا، ففي سبتمبر 2021، فارقت زوجته سوريا الحياة بشكل مفاجئ إثر وعكة صحية، ليظهر رونالدو مجددًا لدعم صديقه نفسيًا، وكتب له رسالة مؤثرة عبر حساباته الرسمية قال فيها: رحلت أم وزوجة رائعة لأحد أعز أصدقائي الذين وهبتهم لي الحياة، لا شيء يمحو ألم أخي سيميدو وجميع أفراد العائلة.

 

 

وكشف سيميدو سابقاً أن تلك المرحلة كانت فارقة، وأن وجود رونالدو في حياته أنقذه مرة أخرى.

 

وأوضح سيميدو أن رونالدو تنبأ بمسيرته سابقاً وهو في الرابعة عشرة من عمره إذ قال لصديقه "سألعب أولًا في مانشستر يونايتد، ثم سأذهب إلى ريال مدريد" وعندما تحقق الأمر، لم يكن سيميدو مندهشًا.

 

وختم: كريستيانو يكتب قصة لا تُنسى في تاريخ كرة القدم. هو أعظم رياضي على الكوكب. وعندما يعتزل، سيبكي العالم لأنه خسر لاعبًا استثنائيًا. إنه يُثبت أن كل شيء ممكن. إنه في مستوى آخر.