التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقادة خمس دول أفريقية في البيت الأبيض تركزت فيها المحادثات وفق وثيقة حصلت عليها صحيفة "وول ستريت جورنال" على سعي واشنطن لترحيل مهاجرين غير شرعيين إلى هذه الدول بعد تجربة أولى لترحيل مهاجرين إلى جنوب السودان.
وقبل وصول قادة ليبيريا والسنغال وموريتانيا والغابون وغينيا بيساو إلى البيت الأبيض لحضور القمة حول القضايا الاقتصادية والأمنية، أرسلت وزارة الخارجية الأمريكية طلبات إلى كل دولة لاستقبال المهاجرين، وفق الصحيفة.
وقال ترامب في كلمته الافتتاحية خلال الاجتماع: "آمل أن نتمكن من خفض المعدلات المرتفعة للأشخاص الذين يتجاوزون مدة تأشيراتهم، وأن نحرز تقدمًا في اتفاقيات الدول الثالثة الآمنة".
يدعو الاقتراح الأمريكي الدول إلى قبول "نقل كريم وآمن وفي الوقت المناسب من الولايات المتحدة" لمواطني دول ثالثة، وذلك وفقًا لوثيقة داخلية لوزارة الخارجية مُقدمة لحكومات المنطقة، اطلعت عليها صحيفة وول ستريت جورنال.
ومن غير الواضح ما إذا كانت أي من الدول التي التقت بترامب قد وافقت على الاقتراح الأمريكي. ولم يتطرق أي من القادة الأفارقة إليه خلال الجزء العلني من الاجتماع.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد ذكرت سابقًا أن الولايات المتحدة تسعى إلى إبرام اتفاقيات بشأن الهجرة مع دول أخرى، بما في ذلك رواندا وبنين وإسواتيني ومولدوفا ومنغوليا وكوسوفو.
وخلال اللقاء في البيت الأبيض، أشاد الرئيس الأمريكي بإتقان الرئيس الليبيري للغة الإنجليزية دون أن يعلم على ما يبدو أن الإنجليزية هي اللغة الرسمية في ليبريا. وسأل ترامب الرئيس الليبري جوزيف بواكاي: "لغتك الإنجليزية جيدة، إنها جميلة. أين تعلمت التحدث بهذه الروعة؟". أبلغ بواكاي ترامب بمكان تعليمه، مما دفع ترامب للتعبير عن فضوله. قال: "هذا مثير للاهتمام للغاية، لديّ أشخاص على هذه الطاولة لا يجيدون التحدث بنفس الكفاءة تقريبًا".
تأسست ليبيريا عام 1822 على يد جمعية الاستعمار الأمريكية التي كان هدفها إعادة توطين العبيد المحررين في أفريقيا. وأعلنت البلاد استقلالها عن جمعية الاستعمار الأمريكية عام 1847، ويتحدث سكانها اليوم مجموعة متنوعة من اللغات، واللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية.
وأعرب العديد من الليبيريين عن استيائهم من تعليق ترامب لبواكاي، نظرًا لتصريحات الرئيس الأمريكي السابقة حول الدول الأفريقية والإرث الاستعماري الذي خلّفته المنظمة الأمريكية في ليبيريا.
ودافع المكتب الصحفي للبيت الأبيض عن تصريح ترامب. وقال مسعد بولس، كبير مستشاري إدارة ترامب لشؤون أفريقيا، في تصريح لشبكة سي إن إن: "حضرتُ الاجتماع، وكان الجميع ممتناً للغاية لوقت الرئيس وجهده. لم يسبق لقارة أفريقيا أن حظيت بصديق في البيت الأبيض مثل الرئيس ترامب".