دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وسط تجدد جهود التوسط لوقف إطلاق النار، في حين واصل الجيش الإسرائيلي عمليات القصف، موجهاً أوامر بإخلاء مناطق في شمال القطاع، مهدداً بتكثيف القتال.
ونشر ترامب على موقعه للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» في وقت مبكر أمس: «أبرموا اتفاق غزة، واستعيدوا الرهائن».
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول في حركة حماس أن الحركة أبلغت الوسطاء باستعدادها لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار، وأكد مجدداً مطالب الحركة بوجوب أن ينهي أي اتفاق الحرب ويضمن انسحاب إسرائيل من القطاع.
وأبدت «حماس» استعدادها لإطلاق سراح الأسرى المتبقين في غزة، الذين يعتقد أن 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة، فقط في إطار اتفاق ينهي الحرب.
ويجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو محادثات بشأن الحرب. وقال مسؤول أمني كبير إن الجيش سيبلغه بأن الحملة العسكرية تقترب من تحقيق أهدافها، وسيحذره من احتلال غزة بالكامل، ومن أن توسيع نطاق القتال ليشمل مناطق جديدة في غزة قد يعرض الأسرى المتبقين هناك للخطر.
قصف وضحايا
وأعلن الدفاع المدني في غزة أن 47 فلسطينياً، بينهم نساء وأطفال، لقوا حتفهم أمس بنيران الجيش الإسرائيلي في مناطق عدة من القطاع. وقال المتحدث باسم الجهاز محمود بصل لوكالة فرانس برس إن طواقمه ومسعفين قاموا بـ«نقل 23 قتيلاً بينهم عدد من الأطفال والنساء جراء غارات نفذها الاحتلال في مناطق مختلفة».
وأكد بصل أنه «تم نقل ثلاثة قتلى على الأقل وعدد من المصابين إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت، ظهر الأحد، منزلاً لعائلة العشي في حي الصبرة جنوب غرب مدينة غزة». وقال إن «عدداً من المفقودين لا يزالون تحت أنقاض المنزل المستهدف الذي دُمر كلياً».
وقال مسعفون إن غارة جوية على مخيم بالقرب من مواصي خان يونس قتلت خمسة فلسطينيين، كما أن 12 فلسطينياً على الأقل قضوا في غارات جوية إسرائيلية منفصلة وإطلاق نار في أنحاء القطاع.
وذكر مصدر طبي في مستشفى ناصر بخان يونس أن «عدة جثث وصلت متفحمة، وأن عدداً من المصابين يعانون حروقاً خطيرة جداً في أنحاء الجسم». وذكر شهود عيان أن حريقاً كبيراً اندلع في عشر خيام على الأقل نتيجة الضربة الجوية.
وذكر شهود عيان أن الطيران الحربي شن أكثر من عشر غارات جوية على منازل غير مأهولة في المنطقة الشرقية في بلدة جباليا، حيث تلقى بعض أصحاب هذه المنازل تحذيرات.
وقال أحمد عرار (60 عاماً) في اتصال هاتفي مع فرانس برس: «تلقى أحد أقاربي اتصالاً من شخص عرف عن نفسه بأنه ضابط في الجيش الإسرائيلي، وأبلغه أنه سيتم قصف منزلنا. وبعد نحو نصف ساعة قصفوا المنزل ودمر بالكامل».
أوامر إخلاء
وفي بيان نشر على منصة «إكس»، ورسائل نصية أرسلت إلى العديد من السكان، حث الجيش الإسرائيلي سكان الأجزاء الشمالية من القطاع على التوجه جنوباً نحو منطقة المواصي في خان يونس، وهي منطقة تصنفها إسرائيل منطقة إنسانية.
وقال الجيش إن قواته «تعمل بقوة شديدة جداً في تلك المناطق، وهذه الأعمال العسكرية ستتصاعد، وستشتد وستمتد غرباً إلى مركز المدينة».
وشمل أمر الإخلاء منطقة جباليا ومعظم أحياء مدينة غزة. وقال مسعفون وسكان إن القصف الإسرائيلي تصاعد في الساعات الأولى من الصباح في جباليا، ما أدى إلى تدمير عدة منازل ومقتل ستة أشخاص على الأقل.