رصد محرر "يمن دايركت" منشورا للصحفي اليمني المقيم في بلجيكا ، محمد الخامري، نشره عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ، وكشف من خلاله عن واقعة اعتداء بالضرب المبرح على القاضي العلامة مفتي اليمن الشيخ محمد بن إسماعيل العمراني رحمه الله، قام بها في بداية تسعينات القرن العشرين المنصرم بعض شباب الزيدية بإيعاز من مرجعيات شيعية هي اليوم من أهم قيادات مليشيا الحوثي الزيدية الإمامية الكهنوتية التي تستند على المذهب الإيراني الشيعي الإثني عشري.
وقال الخامري أن واقعة الاعتداء على القاضي العمراني وقعت أثناء عودته من المسجد بسبب عدم وقوف العمراني مع غلاة الزيدية ضد أهل السنة في معاركهم الفكرية التي نشطت عقب تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو عام 1990م ، بإيعاز من السلطة الحاكمة حينذاك، وتم تخصيص صحف محددة لنشر تلك المعارك الفكرية.
تفاصيل أوفى في المنشور التالي:
استغرب العديد من الانقياء هجوم بعض غلاة الشيعة من الحوثيين على القاضي محمد بن اسماعيل العمراني رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وإن كان هجوماً مغلفاً بمبرر سياسي، كعدم إعلانه صراحة وقوفه ضد العدوان او ادانته المجازر التي يقوم بها؛ إلا انه يفضح ماتخفي صدورهم من الغل..
لهؤلاء؛ وغالبيتهم مواليد التسعينيات؛ نقول ان خصومة المؤدلجين كفكر متطرف مع القاضي مبكرة، وأتذكر انه في مطلع تسعينيات القرن الماضي، بعد الوحدة مباشرة؛ كان القاضي رحمه الله يختصر المسافة من منزله إلى المسجد والعكس عبر حديقة الزبيري الملاصقة للمسجد (التي فيها نادي بلقيس حاليا)، وكانت تثار آنذاك قضايا خلافية بين التيارين (السني والزيدي) تغذى من السلطة لقياس القوة وإضعاف الأقوى..
كانت هناك معارك فكرية عبر الصحافة خصوصا صحيفة الوحدة التي كان برأسها الأستاذ احمد الحبيشي رحمه الله، وكانت من نصيب الحزب الاشتراكي ضمن تقاسم السلطة بين شريكي الوحدة آنذاك..
كانت الوحدة تفرد صفحتين اسبوعياً، لكلا الفريقين، وهناك تراشق غير منظم عبر صحف الطرفين (الامة والبلاغ، والصحوة والاصلاح) وأتذكر ان الجانب الزيدي كان يمثله حسن زيد رحمه الله وعبدالسلام الوجيه وزيد الذاري ومحمد المقالح وهاشم السياني وغيرهم، والجناح الاخر كان يمثله حمود هاشم الدارحي رحمه الله ونصر طه مصطفى وحارث الشوكاني وناصر يحيى (نعيمان) ومحمد زبارة وعلي الواسعي رحمه الله وغيرهم..
وإلى جانب ذلك كانت هناك معارك فكرية ايضا في المساجد التابعة للطرفين، والجمعيات والفعاليات الشبابية وغيرها، وفي دار العلوم (الزيدية) ومعهد صنعاء (السني) المتجاورين..
في تلك الفترة أقدم عدد من شبابهم المتعصبين في مسعى منهم لإيلام السنة بالاختباء في الحديقة وانتظار القاضي بعد صلاة العشاء، وعندما وصل إليهم في جنح الظلام ضربوه ضربا مبرحاً، لم يحترموا علمه ولم يرحموا شيبته وكان انذاك في سبعينيات عمره، وليس معنى هذا ان قيادات المذهب الزيدي، ورموز المحاورات الفكرية من العلماء والصحفيين كانت لهم علاقة بأولئك الشباب، لكنه جناح مغالي متطرف موجود داخل الزيدية منذ تلك الايام، واستمر في التوسع والنماء ولازال موجود حتى اليوم، وكان ولازال عقلاء المذهب والفكر الزيدي يعانون منهم..
بعدها قام الوالد الفاضل عبدالواسع هائل سعيد؛ واشترى طريقاً خاصاً بالقاضي بين البيوت المجاورة للمسجد، بحيث يخرج عبرها من بيته إلى صوح المسجد مباشرة، ومعه مفتاح بجيبه..
إذن هي خصومة متأصلة بين الفكر الوسطي للقاضي رحمه الله، والفكر المنغلق المتطرف لتيار فكري لازال يكبر يومياً وخطره يتعاظم، وليست وليدة اللحظة، ولا للعدوان او المواقف السياسية أي علاقة بها..