تتسبب الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي في اليمن بمآسٍ يومية. ولعل ما حدث للطفل عبده الزريقي أحد أطفال منطقة الرمة التابعة لمديرية المخا، واحدة من أبشع تلك المآسي وأكثرها وحشية.
وقال الطفل البالغ 14 عاماً: "لقد أخذت مني الألغام أغلى ما أملك، فقد أخذت مني أبي وأمي وأخي وأختي في حادثين متفرقين. تركوني أصارع قسوة الحياة ومشقة العيش، ووجدت نفسي بين عشية وضحاها المسؤول الأول عن إعالة خمسة أخوة وخمس أخوات جميعهم أطفال".
كما أضاف لمشروع "مسام": "تركت دراستي، وطفولتي جانباً، وتحركت للعمل مع المزارعين والعمال في المزارع، حتى أتمكن من توفير متطلبات العيش الأساسية لأفراد أسرتي، وأحميهم من التشرد والضياع".
تفاصيل مقتلهم
وعن تفاصيل ما حدث لأسرته، أوضح أنه "قبل 4 سنوات من اليوم، كان أبي عائداً من السوق. وخلال عودته انفجر لغم حوثي بسيارته كان قد زرع بجانب المزرعة، ما أدى إلى مقتله وإعطاب سيارته".
إلى ذلك تابع: "بعد مرور 3 أعوام، تلقيت خبر انفجار لغم بمزرعتنا تسبب بمقتل أمي وأخي وأختي، حيث كانوا يعملون في المزرعة".
ولفت قائلاً: "لم تكتفِ الألغام بكل ما فعلته بي، بل أخذت آخر مصدر عيشي، والذي من خلاله أنفق على أسرتي. فقد انفجر لغم باثنين من أبقاري أثناء مرورهما بجانب المزارع".
