الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - اخبار اليمن و الخليج - مصادر تكشف دور رجل حاكم طهران العسكري بصنعاء في الهجمات الحوثية على السعودية

مصادر تكشف دور رجل حاكم طهران العسكري بصنعاء في الهجمات الحوثية على السعودية

الساعة 12:25 مساءً (Ann)

 

 

 

 

خلال الأيام القليلة الماضية، صعّد الحوثيون من هجماتهم الجوية على أهداف حساسة في السعودية، حيث استهدفوا منشآت نفطية، فيما اعتبرته الرياض تهديداً لأمنها ولأمن إمدادات النفط للعالم في الوقت الذي يرى فيه محللون بأن حسن إيرلو، الذي أرسلته طهران نهاية العام الماضي إلى صنعاء، تحت مسمى “سفير”، هو العقل المدبر للهجمات الجوية الحوثية على السعودية.

 

 

 

وحسب موقع “الحرة”، “استخدم الحوثيون “تكتكياً” جديداً يعتمد على التشتيت للدفاعات الجوية، بإرسال سرب من الطائرات المسيرة عن بعد تحلق بفوارق زمنية مختلفة لتربك أجهزة الرصد، ولتخترق بعد ذلك الدفاعات الجوية بصواريخ تستهدف أماكن محددة، وفق خبراء في الشؤون العسكرية”.

 

سايمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، قال إن الهجوم الحوثي على البنية التحتية النفطية حول مدينة الدمام السعودية، من المرجح أن يكون “مصدر إزعاج فعلي للبيت الأبيض برئاسة بايدن”. خاصة أن الهجوم وقع “بالتزامن مع قيام قاذفتين استراتيجيتين من طراز “بي 52″ برحلة ذهاب وإياب إلى الخليج، لردع العدوان الإيراني كما يفترض”.

 

وتنقل “الحرة” عن خبراء عسكريين تأكيدهم “أن إيرلو الذي كان ضابط دفاع جوي في الحرس الثوري الجمهوري، يقوم بنفسه بالتخطيط والإشراف على الهجمات الصاروخية الحوثية باتجاه السعودية”.

 

وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد قالت، في نهاية العام الماضي، إن حسن إيرلو، الذي يقدم نفسه على أنه سفير إيران في اليمن في حسابه على تويتر، “هو مسؤول في فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني.

 

وفيما أشارت الخزانة الأمريكية إلى أن “الدعم الإيراني للحوثيين الذي يشكل فيلق القدس في الحرس الثوري رأس الحربة فيه، يستمر في الدفع إلى عدم الاستقرار في اليمن، الذي يشهد أخطر أزمة إنسانية في العالم”. كان وزير الخارجية الأميركية السابق، مايك بومبيو، قد قال في ديسمبر الماضي: “إن تعيين إيران للضابط في الحرس الثوري حسن إيرلو سفيراً في اليمن يشير إلى نيتها زيادة دعمها للحوثيين”.

 

من الواضح أنه ليس من مصلحة طهران استقرار اليمن، فإنهاء الحرب يعني بالنسبة لها فقدان ذراعها الحوثي الذي تستخدمه لتهديد جيرانها في الخليج العربي، خاصة السعودية، بضرب المنشآت النفطية. ذلك أن إيران التي يعتمد اقتصادها على النفط عانت من الحصار الأمريكي على منتجاتها، وتفاقمت معاناتها الاقتصادية، بسبب جائحة كورونا، التي أدت إلى تراجع أسعار النفط بسرعة في عام 2019، في حين تجاوز السعر 70 دولاراً، في الثامن من مارس الحالي، أي بعد هجمات المليشيا الحوثية على الدمام بيوم واحد.

 

“ويعني ارتفاع أسعار النفط المزيد من العائدات من صادرات طهران التي تناقصت، ولكنها لا تزال كبيرة. ووفقاً لبعض التقارير، تتوجه كمية قياسية منها إلى الصين”. حسب سايمون هندرسون.

 

حميد رزق، الصحفي الحوثي الذي يقدم برنامجاً في قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثيين، قال في رد على استفسارات لـ “موقع الحرة”، إن ما يتم تداوله حول السفير الإيراني في صنعاء “غير صحيح”.

 

وزاد أنه من السذاجة الربط ما بين قرارات جماعة الحوثي، ومهام إريلو الدبلوماسية في اليمن، مشيراً إلى أن قرارات المواجهة العسكرية هي قرارات من قبل قادة الحوثيين، و”أن القرارات السياسية تقر من صنعاء”.

 

جميع الحوثيين، سواء قادة أو صحفيين، ينفون الدور الإيراني في هجماتهم المسيرة والصاروخية على السعودية، الذي بات واضحاً وجلياً، إلا أننا نعلم أن الصدق ليس من شيمهم.

 

ويقول الخبير العسكري اليمني، ياسر صالح، والمقيم في القاهرة، لموقع “الحرة”، إنه لا يمكن الحديث عن إيرلو بعيداً عن عبد الرضا شهلايي، والذي يعتبر أحد القادة في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الجمهوري، والذي يعتبر ضمن قائمة المصنفين إرهابيين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والسعودية.

 

وخلال مطلع العام الحالي، فرض إيرلوا في صنعاء إحياء مناسبات لذكرى مقتل قاسم سليماني، الذي قتل في العراق بغارة أميركية مطلع 2020.

 

وظهرت خلال هذه الفترة خلافات ما بين إيرلو وبعض قادة اللجان الثورية التابعة للحوثيين، لعدم حضورهم لهذه الفعالية.

 

وقال وزير الإعلام اليمني في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، معمر الإرياني، في تغريدات في حينها على تويتر، إن “مشهد الضابط في فيلق القدس الإيراني المدعو حسن إيرلو، في فعالية أقامتها ميليشيا الحوثي في الذكرى الأولى لهلاك قاسم سليماني متوسطاً المنصة، وعلى الهامش ما يسمى رئيس وزراء الانقلاب، رسالة إيرانية للعالم مفادها أنها المتحكم بمقاليد الأمور، وأن إيرلو الحاكم الفعلي للعاصمة المختطفة صنعاء”.

 

سرب طائرات مسيرة عن بعد، يتبعها صواريخ، هي استراتيجية جديدة، يقول خبراء عسكريون إن الحوثيين يستخدمونها في هجماتهم الأخيرة لإرباك الدفاعات الجوية السعودية، واختراقها لضرب أهداف في المملكة.

 

وأضاف، أن “تصريح إيرلو بأن اليمن يعتبر القلب النابض للمقاومة، فهو يقصد بذلك “محور الشر الإيراني”، وما تؤديه ميليشيا الحوثي كواحدة من أخطر الميليشيات التي زرعها الحرس الثوري الإيراني لنشر الفوضى والإرهاب في المنطقة، وأنها الأكثر إذعانا وتنفيذاً للإملاءات الإيرانية”.

 

ويشير خبراء عسكريون، إلى أن إريلو يريد نسخ نموذج قاسم سليماني في الخليج، ولكنه يركز حالياً على التخطيط لما ستفعله جماعة الحوثيين أكان على صعيد النزاع الداخلي مع الحكومة المعترف بها أو على صعيد الجبهات الخارجية باستهداف السعودية.

 

وأشار إلى أن إيرلو، الذي كان ضابط دفاع جوي وهو المهندس الأساسي للضربات الجوية للحوثيين وهو “خبير أسلحة مضادة للطائرات”، كان قد أصيب في الحرب الإيرانية العراقية.

 

حسن إيرلو (62 عاماً)، برز اسمه مع بدء الحرب في اليمن في 2015، حيث كان يتم تداول اسمه في وزارة الخارجية الإيرانية، على اعتبار أنه أشبه بحلقة الوصل ما بين طهران وجماعة الحوثيين.

 

وينتمي لعائلة كان معظم أفرادها في الحرس الثوري، حيث كان ضمن صفوف معسكر حمزة 21، وشقيقه حسين قائداً لكتيبة التدمير التابعة لفرقة المهدي، وشقيقه الآخر من عناصر الفرقة العاشرة في كتيبة سيد الشهداء، وفق الموقع الإلكتروني لمنظمة مجاهدي خلق.

 

ووفق معلومات لم يتسنَ لـ “الحرة” التأكد منها، فقد عمل إيرلو أيضاً كباحث ومحلل في شؤون الخليج في الخارجية الإيرانية، وكان مديراً للمكتب اليمني، بحسب وسائل إعلام إيرانية.

 

في نهاية 2020 عينت طهران إيرلو سفيراً لها في صنعاء، حيث رشحت معلومات بأن حزب الله اللبناني قام بتسهيل تهريبه ليصل إلى صنعاء.

 

تدرج إيرلو في الحرس الثوري الإيراني، ويعتبر من الضباط الأساسيين في فيلق القدس الذي كان يقوده قاسم سليماني.

 

وخلال عمله في الحرس الجمهوري قام بتدريب عناصر من حزب الله اللبناني في إيران، وحتى عناصر ميليشيات عراقية موالية لطهران، وشارك في دعم العديد من العمليات في شبه الجزيرة العربية وخاصة اليمن، وفق بيان سابق لوزارة الخزانة الأميركية.

 

دعم إيرلو جهود فيلق القدس في توفير الدعم بالأسلحة والتدريب والإرشاد للحوثيين، حيث كان يقوم بالتنسيق بشكل مباشر مع سليماني، بحسب موقع متخصص بمكافحة الإرهاب.

 

وفرضت الولايات المتحدة، نهاية العام الماضي، عقوبات على إيرلو، الذي تم تعيينه كدبلوماسي في صنعاء، لدوره في تنسيق التعاون بين الحرس الجمهوري والحوثيين، وهو يعمل لتحقيق مصالح طهران بشكل مباشر أو غير مباشرة في اليمن، وزعزعة استقرار المنطقة.

 

وتنص العقوبات على حظر وتجميد أي ممتلكات أو أصول أو تعاملات مع إيرلو، لكل من يتواجد في الولايات المتحدة، وحظر تقديم الدعم المادي أو العيني له بأي طريقة كانت.