شاركت اليمن في مؤتمر الحوار الاستراتيجي الرفيع المستوى حول الدعم الدولي لعملية السلام في اليمن و الذي نظمته وزارة الخارجية الألمانية في مقرها في برلين.
ومثل اليمن في المشاركة وزير التخطيط و التعاون الدولي الدكتور نجيب منصور العوج .
وكان المؤتمر بحضور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة مارتن جريفيث ، و المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن ليز غراندي بالإضافة إلى المانحين الدوليين وكبار المسؤولين من المنطقة ومن جانب بلادنا سفير بلادنا في جمهورية ألمانيا الاتحادية الاستاذ دكتور يحيى محمد الشعيبي.
و في المداخله التي قدمها الدكتور نجيب العوج و تضمنت رؤية الحكومة اليمنية في الجوانب السياسية و الاقتصادية و التنموية و الإنسانية و مبادراتها في تجاوز الأزمة، أكد الدكتور العوج أن خيار الحكومة اليمنية الأول كان وسيبقى هو السلام وستظل الأيادي ممدودة للسلام متى ما صدقت نوايا الانقلابين أينما كانوا بإنهاء الانقلاب. و شدد وزير التخطيط على أهمية دور المجتمع الدولي في دعم إستعادة الدولة والإستقرار وتنفيذ اتفاقية استوكهولم بجميع جوانبها.
كما تطرق وزير التخطيط إلى الجهود التي تبذلها الحكومة في إطار ما هو متاح من الموارد المحلية وما تحصل عليه من دعم الأشقاء والأصدقاء ومؤسسات التمويل الإقليمية والدولية في إعادة توفير الخدمات الأساسية في جميع القطاعات و تفعيل دور مؤسسات الدولة وإيقاف تدهور قيمة العملة الوطنية و اعداد موازنة حكومية لعام 2019 وهي اول مرة تعد فيها الحكومة موازنة بعد الحرب، وايضا اعداد خطة الأولويات للفترة 2019-2020 والتي تتضمن الأولويات العاجلة للحكومة وانتظام صرف المرتبات لجميع موظفي الدولة للمناطق التي تحت سيطرتها بالإضافة إلى صرف المرتبات لجميع انحاء الدولة للمتقاعدين من مدنيين وعسكريين و جميع موظفي القضاء و الصحة و الجامعات ومرتبات محافظة الحديدة و تسليم حصيلة الإيرادات في مناطقهم للحكومة الشرعية للقيام بواجبها في دفع مرتبات و مستحقات الجميع على أكمل وجه.
و في الجانب التنموي و الاغاثي دعا وزير التخطيط المجتمع الدولي و المانحين إلى الالتزام بتعهداتهم في ردم الفجوة التمويلية لخطة الاستجابة الإنسانية لمواجهة الكوارث الإنسانية التي تسببت بها الميلشيات مشددا في نفس الوقت على أهمية قيام المنظمات الدولية العاملة في اليمن في تعزيز الشفافية التامة في العمل بما في ذلك نشر البيانات المالية التي توضح كيفية توزيع المساعدات التي يتلقونها و عدم التسامح مطلقاً مع الفساد بجميع أشكاله و العمل على إجراء مراجعات داخلية لمكاتبها في اليمن والمراقبة الدورية واجراء التحقيقات اللازمة بحسب الاقتضاء.
وفي هذا السياق شدد وزير التخطيط و التعاون الدولي على دعوة الحكومه اليمنيه للمانحين و المنظمات الدولية الى ضروره اجراء تصحيح شامل لآلية العمل الاغاثي في اليمن من خلال انتهاج مبدأ اللامركزيه في توزيع المساعدات ومراجعة قوائم الشركاء المحليين و الموظفين المحليين العاملين في تلك المنظمات وضمان ايصال المعونات الى مستحقيها دون تمييز ، و توسيع الشراكات لتشمل المؤسسات المحلية والقطاع الخاص من خلال انتهاج اجراءات تعزيز الأمن الغذائي و توفير السلع الغذائية الأساسية للمواطنين بأسعار معقولة في جميع مناطق الجمهورية اليمنية، وكذا مصارفة الأموال بإشراف البنك المركزي في عدن.
تخلل اللقاء الكثير من المداخلات و الرؤى التي اتفقت على الوقوف الجاد من المجتمع الدولي في دعم استعادة الدولة والاستقرار في اليمن و إنهاء كافة اشكال التمرد والانقلاب لضمان استتباب الامن والسلام وعودة الاستقرار في اليمن والمنطقة.