منذ أن غادر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث العاصمة عدن في أعقاب زيارته القصيرة، الخميس الماضي، لم يتوقف التصعيد الحوثي ليس في الحديدة فقط بل إن الأمر طال مناطق عدة في إب وتعز إضافة إلى تهديدات العناصر المدعومة من إيران بشن هجمات إرهابية على الجنوب، في رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأنها ترفض أي محاولات لوقف الحرب في الأمد القريب.
منذ أن وطأت أقدام غريفيث إلى عدن سارعت المليشيات الحوثية بالهجوم عليه بالرغم من أن زيارته لم تحمل جديدا ويبدو أنها كانت شكلية بالأساس ليظهر أمام الأمم المتحدة في صورة الشخص الذي يذهب إلى أماكن النيران لإطفائها تحديدا وأن زيارته جاءت بعد أسبوع واحد من تفجير مطار عدن، وبالتالي صوره أثناء تفقد التدمير الذي طال المطار كانت الأبرز خلال الزيارة التي لم تتجاوز الثلاث ساعات بحسب مصادر مطلعة.
يرى مراقبون أن الحوثيين يسعون إلى إفشال أي جهود أممية من شأنها الحديث عن وقف إطلاق النار وذلك وفقا لما تراه إيران التي تنتظر أن تحصد مزيدا من المكاسب مع وجود إدارة أمريكية جديدة ستكون أكثر انفتاحا عليها وقد يترتب على وجودها وقف سلسلة العقوبات التي فرضها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، تحديدا وأن قوت الجيش مازالت مصرة على عدم توجيه سلاحها باتجاه العناصر المدعومة من إيران.
المليشيات الحوثية ترتكن أيضا على أن جرائمها في الحديدة لا تواجه بأي ردة فعل دولية حتى أن زيارة غريفيث إلى عدن لم تحمل إدانة للمليشيات الحوثية التي تورطت في حادث تفجير المطار.
استهدفت مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، اليوم الأحد، الأحياء السكنية الواقعة جنوب مركز مدينة التحيتا بالحديدة، بعمليات قصف عشوائية وهستيرية، ووجهت المليشيات الحوثية، نيران أسلحتها نحو حي بني عفيف؛ ما تسبب في ترويع المواطنين الآمنين، فيما تعاني مختلف مناطق الحديدة من قصف واستهداف مُستمر، تقوم به مليشيا الحوثي بشكل يومي.
في عدوان جديد، باغتت مليشيات الحوثي الإرهابية، اليوم الأحد، سكان منطقة الجبلية الواقعة في مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة، بهجوم بأسلحتها الرشاشة، وفتحت عناصر المليشيا المدعومة من إيران، بحسب مصادر محلية، نيران الأسلحة المتوسطة الرشاشة، في اعتداء مكثف.
كما شهدت أجواء محافظة الحديدة، اليوم الأحد، تحليق ست طائرات بدون طيار لمليشيا الحوثي الإرهابية، ورصدت القوات المشتركة مُسيرات المليشيا المدعومة من إيران، بسماء مركز مدينة التحيتا، ومنطقة الجبلية بذات المديرية.
وأمس السبت، قُتل شخصان وأصيب عدد آخر، إثر انفجار في أحد شوارع مدينة الحديدة، الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، وقالت مصادر لـ"المشهد العربي"، إن الواقعة نتجت عن انفجار عبوة ناسفة في شارع شمسان وسط مدينة الحديدة، مشيرةً إلى أن المليشيات احتجزت الجرحى في مستشفيات المدينة لاستجوابهم.
وفي المقابل، لقيت عناصر تابعة لمليشيا الحوثي، المدعومة إيرانيًا، اليوم الأحد، مصرعها خلال اشتباكات مع القوات المشتركة في مفرق سقم جنوب مديرية حيس.
وتكبدت المليشيات الحوثية بالاشتباكات التي استمرت لساعات، خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وامتدت الاشتباكات بين الطرفين، باتجاه المواقع التي تُرابط بها المليشيات الحوثية في قرى أياف ووادي ظمي جنوب مديرية حيس.