قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الأحد إن إيران لن تتنازل عن حقّها في تخصيب اليورانيوم، وذلك بعد جولة محادثات رابعة مع الولايات المتحدة حول البرنامج النووي الإيراني.
في تصريح للتلفزيون الإيراني من مسقط حيث عُقدت المحادثات، قال عراقجي إن "التخصيب.. يجب أن يستمر ولا مجال للتنازل في هذا الأمر"، لكنه أشار إلى انفتاح محتمل لإيران على الحد من نسبة التخصيب "للمساعدة في بناء الثقة" حسب تعبيره.
وأوضح عراقجي أن إيران قد تحد من "مستوى تخصيب اليورانيوم أو كميته" في إطار المفاوضات مع الولايات المتحدة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن طهران لا تعتزم التخلي عن هذه التكنولوجيا بالكامل. وقال: "موضوع تخصيب اليورانيوم، في رأينا، ليس موضوعاً للنقاش.. سوف يستمر. لا يمكن أن يكون هناك أي تكهنات حول هذا الموضوع. قد يكون من الممكن الحد من مستوى أو حجم (تخصيب اليورانيوم) لبناء الثقة".
كما قال إن الجولة الرابعة من المباحثات النووية مع الولايات المتحدة كانت "أكثر جدية وتفصيلاً" من الجولات الثلاث السابقة، لافتاً الى أنه تمت مناقشة "قضايا أكثر تفصيلاً" ومؤكداً أن المفاوضات "ماضية قدماً".
وأشار عراقجي إلى أن "مواقف الأطراف أصبحت أقرب ويمكن تقييم هذه الجولة كخطوة إلى الأمام".
ورغم أن طهران وواشنطن تقولان إنهما تفضلان الدبلوماسية لحل النزاع المستمر منذ عقود، فإنهما تظلان منقسمتين بشدة بخصوص عدد من "الخطوط الحمراء" التي سيتعين على المفاوضين تجاوزها للتوصل إلى اتفاق نووي جديد وتجنب العمل العسكري في المستقبل.
وعقد عراقجي وستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، الجولة الرابعة من المحادثات في مسقط عبر وسطاء عمانيين، على الرغم من اتخاذ واشنطن موقفاً صارماً في العلن والذي قال مسؤولون إيرانيون إنه لن يساعد المفاوضات.
وقال ويتكوف لموقع "برايتبارت نيوز" يوم الخميس إن الخط الأحمر بالنسبة لواشنطن هو "لا تخصيب. وهذا يعني التفكيك وعدم التسليح"، الأمر الذي يتطلب تفكيك المنشآت النووية الإيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان بالكامل.
ورداً على تعليقات ويتكوف، قال عراقجي في وقت سابق من اليوم الأحد إن إيران لن تقبل التنازل عن حقوقها النووية، والتي تشمل تخصيب اليورانيوم.
ويقول مسؤولون إيرانيون إن طهران مستعدة للتفاوض على بعض القيود على أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات، لكن إنهاء برنامجها لتخصيب اليورانيوم أو تسليم مخزونها من اليورانيوم المخصب من بين "الخطوط الحمراء الإيرانية التي لا يمكن المساس بها" في المحادثات.
وقال مسؤول إيراني كبير مقرب من فريق التفاوض لوكالة "رويترز" إن مطالب الولايات المتحدة المتمثلة في "عدم تخصيب اليورانيوم وتفكيك المواقع النووية الإيرانية لن تساعد في تقدم المفاوضات". وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "ما تقوله الولايات المتحدة علناً يختلف عما يقال في المفاوضات".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحب خلال ولايته الأولى في عام 2018 من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع ست قوى عالمية في 2015 وأعاد فرض عقوبات صارمة على إيران.
ومنذ 2019 تنتهك إيران القيود النووية التي فرضها الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بما في ذلك تسريعها تخصيب اليورانيوم "بشكل كبير" إلى درجة نقاء تصل إلى 60 في المئة، وهو ما يقترب من مستوى 90 في المئة تقريباً الذي تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه لازم لصنع الأسلحة. وتؤكد طهران منذ فترة طويلة أن برنامجها النووي سلمي.