على متن أي رحلة جوية، يصاحب الركاب مجموعة متنوعة من الأصوات التي قد تبدو عادية، من إشارات حزام الأمان إلى صرير عجلات عربة الطعام، لكن هناك صوت جرس مزدوج غالبًا ما يمر دون أن يلاحظه أحد. هذا الجرس يحمل معنى محدداً داخل نظام التواصل بين الطيارين وطاقم الطائرة.
وكشف الطيار السابق دانييل بوب عن السر وراء هذه الأصوات المختلفة، موضحًا دور كل منها في الحفاظ على سلامة الرحلة، وما الذي يجب أن يدركه الركاب عند سماعها، حيث إن فهم هذه الإشارات يوضح الكثير عن العمليات الدقيقة التي تجري خلف كواليس الرحلة الجوية.
تُستخدم أصوات الأجراس لمساعدة الطيارين وطاقم الطائرة على التواصل خلال الرحلة. على سبيل المثال، الصوت المزدوج هو إشارة للطاقم بأن الطائرة وصلت إلى ارتفاع 10,000 قدم. قبل هذا الارتفاع، يكون الطيارون في "مرحلة حرجة من الرحلة" حيث يركزون بالكامل على القيادة دون أي تشتيت.
وقال دانييل لمجلة ريدرز دايجست: "المرحلة الحرجة تتطلب اهتمامًا كاملًا، فهناك الكثير مما يحدث في قمرة القيادة". بعد تجاوز 10,000 قدم، يمكن للمضيفين التحرك بحرية أكبر، كما يُسمح للركاب باستخدام أجهزتهم الإلكترونية بأمان، ما لم تكن هناك اضطرابات شديدة تطلب البقاء في المقعد.
أما الصوت المنفرد، فيصدر عادة عند ضغط أحد على زر طلب المساعدة، أو تشغيل/إيقاف إشارة حزام الأمان.
وأوضح دانييل: "يُستخدم الجرس الفردي أيضًا للتواصل بين المضيفات عبر الهاتف الداخلي دون استخدام الميكروفون العام، ويمكن ربطه بالإعلانات المهمة عند الحاجة".
أما أصوات الأجراس الثلاثية فهي أكثر خطورة، لكنها نادرة جدًا. تشير هذه الإشارة إلى "حالة طارئة"، قد تتضمن اضطرابات شديدة أو الحاجة لتحويل مسار الطائرة إلى مطار آخر. ولحسن الحظ، لم يُضطر دانييل لاستخدام هذا الجرس أثناء رحلاته، رغم مواجهته اضطرابات جوية متوسطة إلى شديدة، وفقا لـ "ديلي يميل".
هذه الأصوات، رغم بساطتها، تلعب دورًا حيويًا في سلامة الرحلات الجوية، وتجعل الركاب على دراية بمراحل الرحلة المختلفة، من الإقلاع وحتى الوصول، دون الحاجة للقلق إلا عند سماع ثلاث رنات نادرة تشير إلى طوارئ حقيقية.