تعيش الطفلة الفلسطينية وردة الشيخ خليل حالة من الحسرة والحزن بعد مقتل والدتها وأشقائها الستة في قصف الجيش الإسرائيلي لمدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة.
ففي تصعيد دموي جديد على قطاع غزة، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية هجوما عنيفا استهدف مدرسة تؤوي نازحين في وسط القطاع، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، بينهم أطفال ونساء، في مشهد يعكس استمرار استهداف المناطق المدنية ومراكز الإيواء.
وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لقطات مؤلمة تظهر الطفلة "وردة" وهي تصارع النيران التي حاصرتها بعد القصف، وتصرخ باحثة عن مخرج وسط الركام والدخان، قبل أن يتمكن رجال الدفاع المدني من انتشالها على قيد الحياة. وأفادت مصادر طبية بأن والدها أُصيب بجروح بالغة خلال القصف، بينما لا تزال حصيلة الضحايا في ارتفاع مستمر.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى أكثر من 53 قتيلا، بينهم أكثر من 18 ألف طفل، إضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحى، في حين لا تزال فرق الإنقاذ تواصل عمليات البحث تحت الأنقاض في مناطق عدة.
وذكر شهود عيان أن المدرسة التي استهدفت كانت تؤوي عشرات العائلات التي فرت من شمال القطاع هربا من القصف، قبل أن تتحول فجأة إلى موقع دموي بفعل ضربة جوية عنيفة دمرت المكان.
وأثارت مشاهد الطفلة وردة وناجين آخرين من تحت الأنقاض موجة غضب واسعة في الأوساط الحقوقية والإنسانية، وسط تنديد دولي متزايد بما وصفه مراقبون بـ"التصعيد غير المسبوق في استهداف البنى التحتية المدنية والسكان العزل".
يأتي ذلك في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي ترافقت مع قرار حكومي جديد في تل أبيب بالموافقة على استدعاء ما يصل إلى 450 ألف جندي احتياط حتى نهاية أغسطس، ضمن أوامر تعبئة طارئة مرتبطة باستمرار القتال في القطاع والتهديدات على الجبهة الشمالية.
وفيما يتصاعد التوتر على الأرض، تتعالى الأصوات المنادية بوقف فوري لإطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية آمنة لإغاثة مئات آلاف النازحين الذين يعيشون أوضاعا إنسانية كارثية، وسط تحذيرات أممية من انهيار كامل للمنظومة الصحية في غزة، وتهديد حقيقي لحياة المدنيين مع استمرار الحصار والقصف.