أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين ومصدر أميركي قولهم، إن واشنطن وتل أبيب وممثلين عن "مؤسسة دولية جديدة" على وشك التوصل إلى اتفاق بشأن آلية استئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، دون سيطرة حركة حماس عليها.
وبحسب المصادر، ستتولى مجموعة من العاملين في المجال الإنساني إدارة مؤسسة دولية تُدار من قبل دول مانحة وجهات خيرية، وستضم مجلسا استشاريا من الشخصيات الدولية البارزة.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن نتنياهو أطلع ترامب على هذه المناقشات خلال مكالمتهما الهاتفية الأسبوع الماضي.
وقال المسؤولون إنه وفقا للخطة، سيتم بناء عدة مجمعات في جزء من غزة، وسيتمكن المدنيون الفلسطينيون من الذهاب إلى هناك مرة واحدة في الأسبوع لتلقي حزمة مساعدات واحدة لكل أسرة تكفي لمدة سبعة أيام.
إسرائيل لن تشارك في توزيع المساعدات
وأضافوا أن شركة أميركية خاصة ستتولى عمليات النقل والتوزيع وتوفير الأمن داخل وحول النقاط، لافتين إلى أن الجيش الإسرائيلي لن يشارك في توزيع المساعدات، لكنه سيوفر الحماية في المناطق المحيطة.
وقال مصدر مطلع على الخطة إن "إسرائيل التزمت بتمويل وتنفيذ العمل الهندسي الضخم المطلوب لبناء البنية الأساسية لمواقع توزيع المساعدات الآمنة".
وبعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قبل شهرين، كانت إسرائيل أوقفت كل إمدادات المساعدات الإنسانية من الغذاء والماء والأدوية إلى القطاع، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
وقالت منظمات إنسانية إن الوضع في قطاع غزة يقترب من "الانهيار التام"، في وقت تصاعدت فيه الأزمة مع تعرض سفينة مساعدات لهجوم بطائرة مسيرة قرب سواحل مالطا.
واتهمت حركة حماس إسرائيل بارتكاب "قرصنة بحرية"، ومحاولات ممنهجة لقطع شريان الحياة عن القطاع المحاصر منذ أكتوبر 2023.
وقال تحالف "أسطول الحرية"، يوم الجمعة، إن السفينة "الضمير" التي كانت متجهة إلى غزة وتحمل على متنها نحو 30 شخصا، تعرضت لهجوم بطائرة مسيّرة أثناء إبحارها في المياه الدولية قرب مالطا، ما تسبب في حريق وثقب بهيكلها الأمامي.
وأوضح التحالف أن السفينة أطلقت إشارة استغاثة دون أن تتلقى أي رد.
"أزمة إنسانية"
وجاء الحادث في وقت يواجه فيه أكثر من مليوني فلسطيني في غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، نتيجة القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المساعدات منذ مطلع مارس، عقب انهيار المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة الذي تم توقيعه برعاية مصرية وقطرية وأميركية في يناير الماضي.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن استمرار الحصار "يقتل الأطفال والنساء بصمت"، مضيفة أن كل يوم إضافي بدون مساعدات "يعاقب المدنيين جماعيا لأنهم ولدوا ويعيشون في غزة".
وتستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ استئنافها في 18 مارس (آذار) ، بعد انتهاء المرحلة الأولى من الهدنة التي أعقبت الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، وأسفر عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي وفق الرواية الرسمية، واحتجاز عشرات الأسرى.
ومنذ ذلك التاريخ، فرضت إسرائيل حصارا بريا وبحريا وجويا مشددا على القطاع، وتقول إنه يستهدف منع تهريب الأسلحة إلى حماس، في حين تؤكد منظمات حقوقية أن القيود المفروضة ترقى إلى "عقاب جماعي" بحق السكان وتفاقم الأزمة الإنسانية المتواصلة منذ سنوات.